أنا اليوم كأني إنسان بلاجاذبيّة أي والله !
قبيل أذان العشاء جاءني الخبر ، جاءني به البشير ارتبكت ، وانتفضت أطرافي ولساني الفصيح علته السكتة !.
التفت وأنظر لأمي المرأة التي لاتقوم مسرعة وتتوكأ على شيء حتى تقوم وحينها صرخت وبصوتي الجهوري : يمممممممممممممه نقلللت نقلت نقلت
أمي لاتسمع جيّدا فظنت أنها لم تسمع فأعدت عليها القول ، أمي التي مذ سنوات لاتقوى على السجود سجدت لله شكرا وعانقتني عناقا قويا .
يالله اليوم عظيم عظيم ، وكبير في نفسي ، صرت كائنا لايتحكم بتصرفاته فصرت أقفز وكأني ضيّ الصبيّة أنذاك .
ضحكت بقوة ، فقزت بقوة ، وضاعت مني لغة الكلام .
الحمد لله على نهاية المشقة ياربِ كل فجر وقبل بزوغ الشمس أترك مدينتي لأذهب لتلكم الهجرة ، الحمد لله أن جاء بي لهجرة أقرب بكثير كنت اراها في الظلام ، وأراها ظهرًا والحرّ يأكل جسدي أكلا !
الحمد لله أن لم يترك بينها وبين مدينتي غير دقائق ومعها ركنت ماسافة الساعات
الحمد لله أن أدخلت الفرحة في قلبي أمي ، وأن أراها تفرح لأجلي
الحمد لله الذي أبدلني بسنوات من التعب والشقاء والقسوة بالراحة والآمان
الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات
::