[عادل الدوسري]

وهذا مثل واقعي لحسن الانصات حتى مع الاطفال
حيث تاتيك منهم الحكمة ولربما تاتيك منهم فكرة الابداع

احدهم يقول صليت في مسجد النور في الشرقية
وصلى بجانبي طفل لطيف، بعد التسليمة الثانية سلم علي مبتسما وقال "دعوت لك".....حينها بقيت بين انتفاضة دواخلي من وقع الكلمة وبين مبسمه الجذاب، واخرجني من ذهول الجمال حين اخرج من جيبه حبة حلوى صغيرة واهداني اياها قائلا وانا صامت استمع له بعد سؤاله عن السبب

قال:"امي رقية علمتني!!"

احتضنته باكيا متاثرا بالكم الهائل من التفاصيل

طفل في مسجد، يصلي بلا لعب
يسلم على من بجانبه ويبتسم
يدعو له في سجوده ويخبره
يهديه حبة حلوى

صناعة القادة ليست وليدة اللحظة، ما اعظم هذا

يقول الرجل لم تنته القصة هنا، عزمت بنية صادقة ان اكون مثله
ادعو لكل من يصلي على يميني واحادثه بلطف ثم امضي

ويمضي يقول امس بعد المغرب سلمت على شاب اسمر الوجه ابيض القلب قادما من "غانا"

عربيته ثقيلة بعكس قلبه الرقيق، طبقت الامر معه، اخبرته انني دعوت له، ابتسم جدا ثم ربت على كتفي يشكرني ثم صمت على حين غرة، ثم بكى بهدوء

وقال الحمد لله ان الدعاء حديث الصامتين وهدية المتحابين، واني احبك في الله...شد في سلامه على يدي وذهب....انتهت قصة الرجل.

هل ادركنا الان حجم فائدة حسن الانصات ...حتى لطفل انصت...ما ادراك لعل الله يفتح عليك رزقا ومثوبة لحسن انصاتك وسماعك للطفل...وقس على ذلك انصاتك لكبير سن او شاب يصغرك سنا

ورزقي على الله