منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أحبك مثلما أنت، أحبك كيفما كنت ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2014, 03:30 PM   #3
نادية المرزوقي
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي


سأبدأ بسم الله بصورة أستوقفتني دهشة و ألما :


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


كما أن لكل شيء وجه زائف رخيص سريع التبدل و التكيف مع المصالح

، و وجه آخر يتعمق بدوام الألم و بعد الأملــــ ثبات إرادة و اثبات معنى عظيم

كذاك هي الأمومـــة بكل تفاصيلها

هذا المعنى العظيم ليس دليلا على أن كل أم هي فعلا أم تستطيع حمل اللقب بكل مراميه..و مهامه الصعبة فوق احتمالنا و تصورنا قبل الأمومة و نية العزم على أدائها،


بين الرخيص و الغالي و بين الزائف و الحقيقي

يثبت المرء نفسه في بحر المعاني حتى تصبح عفوية سائغة مهراقة بلا تعب للنفس و لا شقوة عناء مع مرور الأيام،
بعكس ما يبدو صعبا و مؤلما للآخرين و هم يشاهدون صور الإيثار و فناء شمعة غالية عبر السنين رويدا رويدا،



حكاية أم مع ابنها المولود بعجز تام، يمضي في المستشفى الآن سنته الثامنه منذ ميلاده،

الأم لم تسمع منه كلمة ماما، لم تشم منه إلا رائحة الأدوية و لم تسمع الا صوت دقات الاجهزة الموصولة بجسد ميت من حراكــ

عيناه لم تحتضن وجهها الشغوف الى محياه، لم تلتقي الروحان الا عبر المشيمة ، ووادعت اللقاء بعد اغماضة الميلاد عبر كل تلك السنين،

أم ودعت الدنيا مع سكون ولدها و قبعت في المستشفى ترحل به من مكان إلى مكان، و من مستشفى لآخر، عل ابنها يرتاح و يعيش كما حلمت يوما،


ودعت اطفالها و حضن الزوج و البيت الرغيد، تركت الدنيا، و بهجة أعيادها، و اختلافات فصولها و اكتفت بفصل واحد مرير:ابن ملقى على سرير ابيض، كبياض دمعها الطاهر،

صخب الناس و طوفان الحياة خارج المستشفى و سكون الألم ومراراته سنين مديدة


ما زالت تثبت حكاية حب حقيقي راسخ،

حب ام لوليدها الذي أحبته في غياهب الأملـ و ما زالت :تحبه روحا و روح،

و لم يتبادلا يوما كلمة : أحبكـــــــ




رواية أم و زوجة صالحـــة بكل معنى الكلمة
عاينتها شخصيا و متأثرة بها جدا ..

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و أسمى الأمل، الأمل بالله وحده لا شريك له،
و أزكى التفاؤل : الاستغفار
طوبى لمن ملأ صحيفته منه
(وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون)


نادية المرزوقي غير متصل   رد مع اقتباس