أخي إبراهيم :
أشكر لك هذه الإطلالة الخلابة ، والمدح الذي سيزيد من عبء أخيك الفقير ؟؟؟
***
بالنسبة لما أثرته من نقاش هادف :
حديثي هنا دال على أنني أخشى أن يكون تدارس الشعر الشعبي - وقس عليه كل فنون القول المهملة لقواعد الفصاحة - عامل هدم لاستقامة اللسان على قواعد العربية كلغة سمو ، وقداسة ...
كلام الأولين حامل للحكمة ، والتجربة ، وهو يمثل رصيدا ثريا بالخبرة ، والمعايشة ، وهو لا شك وعاء معرفة ، ودراية ...
لست مع إعادة التجربة ، أو شك المتأخر في حكم المتقدم ، ولكنني لا أريد أن نغفل عما قد تجره علينا مطالعة النص الشعبي كقالب للتعلم اللغوي ...
اللغة وسيلة يعبر بها القوم عن أغراضهم ، وأداة للتواصل الفكري ، وتبادل الرسائل المرتبطة بقضايا الحياة ...
أخي :
* كم من كلمة قرأها أحدهم في نص شعبي فأدخلها عنوة إلى سياق فصيح !!!
* كم هم المتندرون على النص البليغ الفصيح بدعوى ثقله على الفهم !!!
* كم هي كتابتنا تئن من أخطاء النحو والصرف والإملاء !!!
* كم ضحك بعضهم على من أراد الحديث بالفصحى في مكان عام !!!
نعم !! قد يكون جديرا بمن رأى لذة العلم ، ومطالعة الجديد النافع أن يتصفح تجارب الآخرين ، ولكن المثقف الواعي المدرك ملزم أيضا بالحذر من الدس ، وصور الإفساد ، وهدم القواعد المشيدة ...
اللغة العربية لغة القرآن ، والذود عنها مطلب شرعي ، والنص الشعبي متى ما كان مؤثرا على حسن الاختيار ، والتوظيف للألفاظ ، وفق القواعد المعتبرة صار خطرا جاثما !!
اللغة وعاء أية معرفة ، وقراءة نص في أي فن يعني تعلما متخصصا - من هذا الفن - وتعلما لغويا ، فكل من أراد التعبير عن مجاله ، أو حرفته استخدم السياقات اللغوية ، التي قد تنقل إلى المستقبل إلى جانب العماني المقصودة استخداما باطلا ، أو لفظا محرفا ...
الجامعات التي أشرت إلى اهتمامها بفنون أقوامها الشعبية تأخذ اللب ، وتحفظ أدمغة الطلاب من النتوءات ، أو النتن !!
هي تحفظ ماء وجه أممها ، وأمجاد السالفين من أجيالها دون أن يسمح الأستاذ بأن تكون محاضرات منهاج التراث سبيلا إلى أي تعلم لغوي قد يفتقد إلى التقعيد !!
أحبك في الله ...
أجهلكم ، وأثقلكم
أبو صلاح