أخي الشاعر العزيز أكرم التلاوي:
أشكرك على رأيك بالقصيدة وهو رأي أعتز به كثيراً. أنت محق بما قلت عن النقد والنقاد. فالنقد في جميع الأحوال حتى لو كان مغرضاً وغير نزيه مفيد لصاحب النص، فهو يكشف له إما عن أخطاء لا يراها فيتجاوزها ويرتقي في نصوصه اللاحقة، وإما يكشف له عن أعداء لا يعرفهم فيتجنبهم ويحذر منهم ولا يعطيهم الفرصة في تثبيط عزيمته وبهذا فائدة أُخرى.
هذا ما يقوله لي عقلي ببرودة أعصابه أما قلبي الحساس فيتأثر بسرعة وينفعل ويغضب. وقد لا يستطيع عقلي أن يهدئه ويتفاهم معه فيخضع له وينفذ رغباته. ربما بالتوقف عن كتابة الشعر أو التردد في النشر إلى أن يستعيد هدوءه وثقته بنفسه.
قد يحدث هذا مع بعض الشعراء أو مع من يكتبون الشعر كهواية وأنا منهم وهناك من الشعراء من يحب النزول إلى الميدان ومقارعة الفرسان ولا يكترث بالنقد ولا النقاد كالمتنبي الذي يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
لك مني كل المحبة والتقدير مع خالص تحياتي.