منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حكاياتٌ يقصها لكم جدّي (جونو)
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2007, 03:04 AM   #4
أصيله المعمري

شاعرة و كاتبة

مؤسس

افتراضي





قصة غيث
كاد أن يتمنى عمراً أجمل


*


جمعتهم الصدف .. والتي نخلقها نحن بني البشر كالعادة لـ تخلق لنا ما نريد من حبٍ ولقاء .. أتوا من جميع مناطق السلطنة قاصدين العلم في جامعة السلطان قابوس....أربعة شبان ...قضوا أجمل أيام حياتهم بـ عمرهم الزهور...

وليد وخليل ،،،،هيثم،،،،وغيث
طلاب سنة رابعة..تخصص علوم الأرض.....
رسموا الأحلام سوياً
ضربوا جبال مسقط وداعبوا صخورها مراراً وتكراراً
حفظوا التضاريس هنا وصفائح الجبال هناك
مارسوا شقاواتهم في كل أنحاء الجامعة
علقوا مُعَلقات ابداعهم
وكلية العلوم تفخر بجدائل روحهم والنور


عندما أتى (جونو) على وطنهم والحب
كانوا في فترة اجازة (بين فصل الربيع والصيف)
وكلن منهم في مدينته
الجميع كان يحرص على التواصل مع الآخر
لـ يبعثوا سكينة وطمأنينة على أرواحهم التي ما افترقت طيلة سنين الوفاء
هيثم كان إماراتي الجنسية _ من سكان مدينة أبوظبي ولكنه كان يعانق قلوب أصدقائه بالدعاء كل صباح وللوطن عمان الذي صافح طهر ذكرياته مع من يحب..


وليد وخليل من منطقة الداخلية والتي كانت بعيدة عن الساحل....أي بعيدة عن الشر القادم (جونو)

(غيث) يعيش في ولاية العامرات من محافظة مسقط وروحه معلقه فـ القدر يحاصره من كل مكان
وكان حدسه لا يخونه
غيث حَلِم في منامه قبل ليلة جونو بأن سيارته تحترق
لم يخبر أحد في صباح اليوم التالي
إلا هيثم عندما حدثه بعد صلاة الفجر
هيثم أحَسَّ بـ أن غيث غير طبيعي
فأصر على أن يفضفض ؟؟
غيث باح بكل إحساس كاد أن يقتله لـ هيثم الوفي
والجميع كان يترقب (جونو)
هيثم حاول كثيراً بأن يبعث النسيان على روح غيث وذلك الكابوس الذي ذبحه بالأمس
بقدر ما يستطيع حاول أن يُسعد غيث ويرسم له لوحات حبٍ ليبتسم وينسى الموت القادم لا محاله...و يتذكر معه كل المقالب التي كانوا يمارسونها على( دكاترة) قسم علوم الأرض
وبعد أن ضحك غيث كثيراً وكثيراً وكثيراً
انتهت المحادثة
وهيثم قلق على صديق يرى بأن القادم سيقتله من العمر


مضت الأيام وجونو أخذ ما أخذ وترك ما ترك
مرت الأيام والناس تبكي على موتٍ تيمم بـ مسقط


اليوم
الأصدقاء الأربعة أصبحوا ثلاثة
والجرح ينهش أرواحهم مع كل صباح
حتى الطاولة التي كانوا يفطرون عليها في مقهى الجامعه تسأل عن غيث والنادل الآسيوي الجنسية يسأل كل يوم ،،،
كرسي غيث شاغر فارغ إلا من ألمٍ يعتصر الأرواح وهم يعبرون فـ الموت قد ابتلع روحاً سكنوا فيها....
أصدقائه اليوم ما زالوا يبحثون عنه...بين الطرقات التي جمعتهم...في قاعات الدرس...في ضواحي مسقط....داخل أسوار الجامعة التي احتضنت شقاواتهم وغيث البطل...

تحت تلك الشجرة الكبيرة والتي تكسرت أغصانها هي أيضاً والسبب(جونو)
ممرات فقدٍ والآم مشى غيث وسجل خطوات عمره فيها

وليد وهيثم وخليل يترنحون اليوم في الجامعه والحزن يقتل القلوب
وليد يقف ألف مره في طريقه لكل محاضره لـ يتألم على ذكرى قد قتلها الماضي مع غيث

خليل الذي لم يترك مستشفى في مسقط ولا مركز شرطة ولا هيئة حكومية ولا رجلٍ يعرفه أو لا يعرفه لـ يسأله عن غيث
وهو يعلم بأن غيث من قريةٍ سحقها الإعصار سحقاً حتى أصبحت قاعاً صفصفا
خليل يعلم بكل التفاصيل
لكنه لا يستطيع أن يقرأ الواقع
لـ عمرٍ قادم كاد أن يتمنى أنه أجمل

هيثم ما زال متمسك بخيوطِ أملٍ علها ترميه يوماً لـ غيث
هيثم يتصل مع كل مساء على رقم هاتف غيث
وينزف دمعاً وهو يواصل حفظ جملة : ((تعذر الحصول على المشترك المطلوب ...الرجاء الاتصال فيما بعد))
هيثم يموت
هيثم يموت
هيثم يموت
على موتٍ قد ابتلع الحب
والحب غيث

 

التوقيع

لا يوجد شيء لـ عرضه

أصيله المعمري غير متصل   رد مع اقتباس