منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - في مكان لِكِذا أشياء ؟ *
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2007, 12:50 AM   #1
ألق
( كاتبة )

الصورة الرمزية ألق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

ألق غير متواجد حاليا

افتراضي في مكان لِكِذا أشياء ؟ *


جناح رقم 7 / مستشفى .
حديث متسرّب ,
مُغطّى بإضاءة زرقاء متشعّبة ..




لا تهتّم بإخفاء هذهِ الابتسامة الخبيثة تحت شاربك الكثّ ..
أعلم جيدًا أنّك لا تثقُ برأسي , ولكنّي أناشدكَ صمتًا حتّاما
أعتّق هذهِ الضالّة عنّي في سمائها !
والآن .. دعنِي أعيدها لك بطريقة أخرى :
مالفرقُ بيني وحَبّةِ الفاصوليا ؟
ربّما أنت لا تعلمَ أنّه ثمّة أناسٍ يعانون من فوبيا الفاصوليا ؟
تخيّل .. لو كنتُ حَبّة فاصوليا لأرجفتُ جسدَ فرويد * في حضرتي
ولتقاطرَ عرقه خوفًا منّي .. اوووه يا للذّة !
أمازلتَ تضحك ؟! , إذن لم تفهم بَعد !
أنت لا تؤمنُ بي .. أعرفُ , وهذا
العرَقُ في جبينك يتفصّد لمدافعتك تلك الضحكة اللعينة !
بالمناسبة أنا لن أعاقبك , لأنه حقيقةً لا يهمّني كثيرًا أن تفهم ,
فأمثالكَ من المنعّمين بطولِ القامة , لم يعرفوا ما معنى أن تكبرَ قصيرًا ..
لم يجرّبوا هذا الشعور بالوضاعة .. لم يذوقوا لذعة الحسد لكل ما هو أعلى !
كنتُ في كل لحظة أحسدُ جارنا , طالب المتوسّطة في مثل عمري
بأكوام لحمٍه المترهّل , أحسدهُ على هذا الثراء المِتريّ !
أذكر أنّي ساعةَ أطلق عليه أخِي اسم "المتهدّل الغبيّ" غضبت ,
غضبتُ كثيرًا ليس لأنّه يعجبني بصوته الغلييظ و قامته الباسقة , إ
طلاقا لكنّه كان رجائيَ الوحيد لاستعادة " الدبدوب" بينما تقذفهُ ابنة
عمّي فوق الدواليبَ العالية إمعانًا في إذلالي , ثم تتركني ,
لتتعالى قفزاتي ولا أصِل , ماكان سواهُ يفهمُ عجزي .. كنت أبكي
فيدسّ رأسي بصدرهِ الثخين مختلطًا برائحة الدُخان الكثييفة ,
ويشترط قبلةً طويلة ليعيدحاجتي إليّ , لأجلِ كل الأشياء
المُسَمّره في قلبي والمُقصاة عن جسدي كنتُ أطْبِقُ حرفيّ العينِ
المحمرّين من أثر البكاء ..وأكتمُ أنفاسي كيما تزكمني رائحةالدخان بثيابه , ِ
ثمّ أستقبل لزوجة قبلتهُ الطويلة المقرفة , ذاك المتهدّل الغبي !
وقتها كان رضوخي مُذلّا جدًا ,
وكأن كلّ ما يهمّني أنْ هندٌ ما تهزمني !
كبرنا قليلًا .. وأدركتُ عشيّةَ ذلك الحزن البارد
أنّه لم يهزمني شيئًا قطّ عداي ..
عدَا عجزي ,وبضع سينتمتراتٍ لعينة ترفضُ أن تركبني .

سأعيدها مرّة ثالثة ..يا د /
وربّت على قلبي هذهِ المرّة ..
ردّدها معي بصوتك الذي يؤمن !

" ليتَ أنّي , ليت أنّا حبّات فاصوليا "


___
ثمّ
مساحة لبقيّةٍ إن .. , ستأتِ .




* العنوان جاء هكذا لانّي معرف اعنون ( :
+ لم أرَ هنا مكانًا مخصّصا للفنون السرديه .

 

ألق غير متصل   رد مع اقتباس