( صباح الخير ياصديقي صباح الخير ان شاء الله هو صباحك ، أما المساء فهو قصتي التي لاتأتي بالشمس ولابالنجوم ولابالقمر الجميل الصادق الذي هو أنت ، أنت وحدك وأسماؤك ) .
(1)
أنا غاضبٌ جداً
ياصديقي
وساخطٌ على كل شيء
يستحق ان يحظى ( بهذا الخلق الرفيع )
خلق ( السخط )
فالسخط ياصديقي هو مرحلةٌ
متطورة جداً
فوق المراحل التي يعرفها الانسان
بالفطرة والتعلم
وخلقٌ رفيعٌ لايعرفه الا ( الراسخون فيه )
والراسخات ايضاً
اللذين خلقهم الله لشتم الناس
ولوضعهم في سلة المهملات
ولكسر خواطرهم بحجة
( انا ومن بعدي الطوفان ) ، وأنت قد تكون هذا الطوفان ان اردت
وانا من باب ( ولصديقك عليك حق )
سأكون مايأتي بعدك
فكن أنت هذا القبل !
(2)
الليلة أنا
وغداً أنت
وعندما أتحدث بهذه اللغة
فأنا أحاول أن أتذكر معك
أن من يتحدثون بهذه اللغة
لن يكونوا ابداً
لا ( هذه الليلة ) ولايوم غد
فكلما كنت حديثك
كلما كان حديثك أنت
( كما يقولون هؤلاء اللذين لاتحبهم )
من عبدة ( الذوات والعقل الباطن )
واللذين افرغوا ذواتهم في النصف الفارغ
من ( الفراغ ) والنصف الممتليء من البهجة .
وإني أعلم أنك تبغض
دعاة السلام
حين يكون حديثهم وتحيتهم
( استرخ ، تنفس ، تخيل ، ابتهج ، احبب ، )
لكنهم قدرٌ جميل ياصديقي جاء في وقتك
الذي أنت فيه ( القانون ، والقضاء والقدر ، والعقل الذي لاينصت لقلبه )
والقلب الذي لايؤمن بالقوانين ولايسجد للبدائل !
ولعلّ الله فتح لك في باب ( الشتم ) مالم يفتح لهم ( في الحب ) مثلاً
ولعلّ الله قد خصك ( بعذاب اعداءه ) وخصهم ( برحمة وحب احبابه )
وكما قال للنار انتِ ( سخطي وعذابي ) وللجنة أنتِ ( رحمتي ورضواني )
قد فعل معك كما فعل بمخلوقاته .
فكن أنتَ ياصديقي هذا السخط وهذا العذاب وهذا الغاضب .
(3)
تباً للأشياء تلك التي
لم تسطع ( ولم انسى التاء في هذه الكلمة )
لأنها تعني ( عدم الاستطاعة ابداً )
كنتُ اقول لم تستطع الا انت تكون نفسها
بكل مافي الشياطين من اخلاق
وبكل مافي الأخلاق من تفاهة !