مرحبا
يُخبرنا السيد: حسين سرمك
بقول الشاعر الصيني ” وو كياد ” في توضيح الفرق بين الشعر والنثر ، معبرا عن ذلك بالبلاغة البوذية المركزة والمكثفة ،
وبفن التشبيه المعروف الذي يشتق من حكمة الطبيعة التي تغنيها عن الكثير من الإطالات التفسيرية والاستطالات الكلامية :
( إن رسالة الكاتب مثل الأرز ، عندما تكتب نثرا فإنك ” تطبخ ” الأرز ، وعندما تكتب الشعر فإنك تحول الأرز إلى نبيذ ،
طهو الأرز لا يغيّر شيئا من شكله ، لكن تحويله إلى نبيذ يغير شكله وخصائصه .
الأرز المطبوخ يجعل المرء يشبع ، ويحيا حياة كاملة . النبيذ من جهة أخرى يجعل المرء ثملا ،
ويجعل السعيد حزينا والحزين سعيدا . إن أثره ، وبكل رفعة ، يقع خارج الشرح ) .
ومظفر النواب هو من صنف الشعراء الذين يحوّلون الأرز إلى نبيذ ؛
إلى خمرة كونية تجعل الحزين سعيدا في كل حال لكنها عندما تفرط في همّها الذاتي تجعل السعيد حزينا في أقل الأحوال .
النواب يبذل جهدا هائلا في الصبر ليس على ” تخمير ” القصيدة مبنى ومعنى حسب ، بل على تخمير المفردة الواحدة ،
وأحيانا الحرف الواحد . وهذا الصبر المتطاول المحسوب ، ينتج لنا أروع أنواع الخمور الشعرية الساحرة ؛
,