منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - عالم الألوان
الموضوع: عالم الألوان
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2016, 03:56 AM   #2
رَوْنَقْ
( كاتبة ومصممة )

الصورة الرمزية رَوْنَقْ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

رَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورينرَوْنَقْ لديها الكثير لنكون فخورين

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[ مفهوم اللون ؛ دوره ؛ أهميته ؛ و أثره ]
المفهوم اللغوي للون :
صفة الجسم من السواد و البياض و الحمرة و غير ذلك ؛ و لون كل شيئ ما فصل بينه و بين غيره
أما العلم الحديث : فهو يرى أن اللون عبارة عن موجات ضوئية تدركها العين و تختلف في
ترددها و
ذبذبتها من لونٍ إلى آخر ؛ و عليه فإن اللون هو أكثر من مجرد زخرفة أو زينة للعين إنه
النورو قد
تجزّأ إلى موجات متباينة في الطول و الإهتزاز .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أهمية اللون :
إن العالم ممتلئ بالأضواء و الألوان فلا تقدر الأحياء على الحياة بدونهما ؛ كما
و أن الناس اليوم يقفون وقفة
قبل اختيارهم للألوان في شؤون حياتهم المختلفة ؛
هذا و قد امتنّ الله على خلقه بنعمة اختلاف الألوان في مظاهر كثيرة كالزروع
و الثمار و الشراب و الطبيعة بل و الناس أنفسهم ؛ فقد صبغ
الله تعالى الخليقة
كلاًّ بما يناسبه ؛ حتى لكأنها تبدو في معرضٍ بديع
من الألوان ؛ و لعلّ هذه
الآية الكريمة تجمع لنا مشاهد مختلفة ؛ قال تعالى :

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ
وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ }
_
سورة فاطر_

فألوان الثمار مثلاً معرضٌ بديع فما نوع من الثمار يماثل لونه لون نوع آخر
بل ما من ثمرة يماثل لونها لون مثيلاتها من النوع الواحد ؛
فعند التدقيق
في أي ثمرتين سنكتشف شيئا من الاختلاف في اللون .

و ينتقل من ألوان الثمار إلى ألوان الجبال نقلة عجيبة ففي ألوان الصخور
شبه عجيب بألوان الثمار من حيث تنوعها و تعددها ........ ؛ و هنا
لفتة في النص ؛ فالجدد البيض مختلف
ألوانها فيما بينها ؛ و الجـــــــدد
الحمر مختلف ألوانها فيما بينها كذلك من حيث
درجة اللون و التظليل
و الألوان الأخرى المتداخلة فيها و هناك
غرابيب سود أي متناهية في
السواد ؛ في لفتةٍ تهزُّ القلب هزّاً و توقظ
فيه حاسة التذوق الجـــــــــمالي
العالي ؛ التي تنظر إلى الجمال نظرة تجريدية
فتراه في الصخرة كما تراه
في الثمرة على بعد ما بين طبيعة الصخرة و
طبيعة الثمـــــــــــــــــــــرة و ما بين
وظيفتهما في تقدير الإنسان ، و لكن النظرة
الجمالية المجـــــــــــــــردة ترى
الجمال وحده عنصراً مشتركاً بين هذه و تلك
يستحق النظر و الإلتفات ؛
و من جانبٍ آخر فإنّ الأعراق البشرية
بألوانها السود و البيض و الصفر و
الحمر أجمل الألوان من بين
مخلوقات الله ؛ حتى و إن نفر بعضهم من بعض
فقد صبغ الله تعالى
كلاًّ بما يناسبه فلا فرق في الجمالية بين لون و آخر ما
دام التلوين
يظهر في صورة جمالية بديعة ؛ و كثيراً ما يكون السواد أمتع للنفس
من البياض حين تتكون مَسْحَةُ السواد جمالاً و صبغة الصفرة حُسناً و بهاءً ؛ و
مقابلة السواد بالبياض ليست مقابلة القبح بالجمال
فللسواد مواضع زينة و قبح
و للبياض مواضع زينة و قبح إذ
ليس كل أبيض جميل و لا كل أسود قبيح . و
في هذا ما يحث
إلى تأمل الأرض كلوحة بديعة من الجمال في تعدد الألوان و
اختلافها
سواء أكان ذلك في النبات أو الجبال أو الحيوان أو الإنسان أو أيّاً من
مخلوقات الله تعالى ؛ فالمتأمل يُدرك أن اختلاف الألوان يشكل لوحة اعجاز و مظهر
من مظاهرقدرة الله تعالى و عظمته و بديع صنعه ؛
فيصل إلى خشية الله تعالى و تعظيمه
؛ قال تعالى :
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } _ سورة فاطر _ و العلماء المشار إليهم
في الآية هم العالمون بهذه الآيات المبثوثة في ثنايا الكون من
مظاهر قدرة الله تعالى في
الخلق ،
قال الألوسي : و المراد بالعلماء
العالمون بالله عزّ و جلّ و بما يليق من صفاته الجليلة
و أفعاله الحميدة
و سائر شؤونه الجميلة ؛ لا العارفون بالنحو و الصرف ؛ فمدار الخشية ذلك
العلم لا هذه المعرفة ؛ فكل من كان أعلم به تعالى كان أخشى .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دور اللون و أثره :
يلعب اللون دوراً مهماً في حياة الإنسان ؛ و يعد كما اسلفت من أهم
الظواهر الطبيعية التي تسترعي انتباهه ؛ كما و أنه البُعد الإضافي الذي
يمنح الفنان معانٍ لا متناهية للتعبير عمّا يريد ؛ و يُشكل اللون المادة
الأساس في العديد من الفنون و الفن التشكيلي على وجه الخصوص .
و مما لا ريب فيه أن للون تأثيراً على النفس الإنسانية ؛ إنه شعرٌ و نثرٌ
صامت نظمته قدرة الله تعالى في الكون من حولنا فهو كلامه و لغته
المعبرة عن مجرياته و كنهه . و قد أثبتت الدراسات الحديثة أن لـِ
الألوان تأثيراً على خلايا الإنسان إذ لكل لون موجة معينة و كل موجة
لها تأثير على خلايا الإنسان و جهازه العصبي و حالته النفسية ؛ كما
و أن اختيار الألوان و الإنجذاب إليها أو النفور منها يعود إلى أسباب
متنوعة ؛ فيزولوجية ، نفسية ، اجتماعية ، رمزية ، ذوقية ، و دينية
و كذلك تلعب البيئة الجغرافية دوراً في هذه العملية .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و قد قدّم عالم النفس الإنجليزي ( إدوار بيلو ) تصنيفاً لأنماط
استجابة المتلقي لجماليات اللون :

1- نمط ترابطي .
2- نمط فيزيولوجي .
3- نمط موضوعي .
4- نمط الطبع .
::
1- نمط ترابطي : إدراك اللون مصحوباً بفكرة أو صورة لموضوع معين
مرَّ في تجربة مضت ؛ و هو على نوعين : (مندمج و غير مندمج )
المندمج : يكون فيه الترابط نغمة انفعالية قوية خاصة به تتميز عن نغمة
الاحساس باللون ذاته ؛ مما يترتب عليه فقدان اللون لمركزه في الوعي
و هو يعني أنه غير مشروع جمالياً .

الغير مندمج : لا ينفصل فيه الترابط عن إدراك اللون ؛ بل يندمج أو
يذوب فيه و هو ما يجعل نغمة الإحساس فيه تقوى ؛ فيتعهده متلقيه
بالحرص و يضفي عليه حيوية و دلالة .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
2- النمط الفيزيولوجي : الحكم على اللون من خلال الأحاسيس
الشخصية التي يثيرها ؛ كالبرودة و الحرارة ؛ و الخمول و النشاط
و السرور و الكآبة ............. الخ .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
3- النمط الموضوعي : يعتمد في استجابته على تحليل خصائص اللون
من حيث عامل نقائه ( عامل نقاء اللون هو النسبة بين كمية اللون و
كمية امتزاجه باللون الأبيض أو بألوان أخرى ) .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
4- نمط الطبع : يقوم هذا النمط على صيغة خارجية تعتمد على الصفات
فالأحمر مثلاً صريح و نشيط بينما الأزرق متحفظ و البنفسجي خيالي
و متأمّل و هكذا .

و قد خّلُص هذا الباحث في النهاية إلى النتيجة التي يشعر بها كل شخص في الواقع و هي :
( لا يمكن وضع قاعدة ثابتة بشأن القيمة الجمالية للون بوجه عام )

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و بناءً على الأثر الذي يتركه اللون في أمزجة البشر و في حالاتهم الصحية
و العضوية فقد استخدمت الألوان في العلاج و استخدامها مرتبط باستخدام
طاقة الضوء التي ثبت أنها تنبّه الغدة النخامية و الجسم الصنوبري مما يؤدي
إلى افراز هرمونات معينة تُحدث مجموعة من العمليات الفيزيولوجية و بالتالي
السيطرة المباشرة على تفكير و مزاج و سلوك الإنسان .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و قد عُرف العلاج بطاقة الألوان منذ القديم فاستخدمه المصريون القدماء
و الإغريق و الصينيين و الهنود و كذلك استخدمه العرب و المسلمين
كما أشار إلى ذلك ابن سينا في كتابه ( القانون ) .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 

رَوْنَقْ غير متصل   رد مع اقتباس