العين مرآة القلوب , الوسيلة الأصدق للتعبير عما نخفيه في أعماقنا ,حين تنظر إلى من يسرك النظر إليه , احرص على هدوء النفس حتى ينعم بالطمأنينة , إياك والإطالة في التحديق , احذر من أن تصيب من تراه بعينك في مكمن خجل , خذ مما حولك صورا سريعة أدخلها عميقا لمخيلتك , بين حين وآخر حاول أن تصل إلى عينه حتى وإن كان ذلك يعبث بداخلك .
• قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون ، رحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون " مغاريف "القلوب بها يعرف ما في داخلها , مما وصلوا إليه كما ذكر الدكتور محمد التكريتي في كتابه ( آفاق بلا حدود ) : النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة ، إن كان يتكلم وعيناه تزوغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشئ كلاماً لم يسبق أن سمعه، وإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية.
• لغة تخرق القلوب وتجدد الذكريات , العارف بها أمن حياته , قال تعالى ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت) النظرات القلقة المضطربة , المستغيثة , المهزومة, المستسلمة ، الحاقدة , الثائرة ، الساخرة ، السارحة دون مبالاة ، المستفهمة , المحبة ، تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات ( خائنة الأعين ) .
• يمكنك أن تحدد من أي الأنماط من يتحدثون معك , عند قراءة قصيدة أو قطعة نثرية تحدد " المود" الذي كان يعيشه صاحبها عند إعداده لها ،هل هو النمط السمعي أو الصوري من الذاكرة أو مما ينشئه أو من الأحاسيس الداخلية ، وذلك من خلال تأمل كلامه .
• صن عينك من الأذى , إياك والنظرة التي تشعل فيك الانغماس في ملذاتك , انعم بالتفكير والتفكر والتأمل في مخلوقات رب العزة والجلال حتما ستكون الدنيا حينها بأطيب حال , ستكون قادرا على طمس الصور الكئيبة من حياتك . طابت أعينكم من الأذى , جمعة مباركة .
خارج الحدود
• إياك وغضب الأم , هي خير مساكن الحياة , صدقها في حنانها , خوفها يحيط بك , طفل أنت أمامها حتى وإن بلغت مواطئ الكبر في العمر والنفس وأصبحت ضنا في عداد الرجال .رحمة الأرض وسرها في قلوب أمهاتنا جميعا حمانا الله من شرور الأرض وأظلنا بالأمان .
• يا صاحبي لا تسأل عن الحلم , الواقع أصدق وإن كان يأتي بصورة كئيبة , مر هو طعم الحقيقة , لكن يبقى الود مهما كانت النتائج , أليس كذلك ؟
• حين يكون الزيف سيد الأهواء والدافع لكراهية العيش تذكر بأن الإيمان بالحياة وحقيقة وجودنا على متنها هو الطريق الذي يجب أن تسير إليه قبل فوات الأوان حتى لا يجرفك تيار الزيف .
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 11/1/1432