امرأةٌ على هيئةِ وجع , تتخفّى بلباسٍ من المُسكّناتِ الكاذبة لن تستطيعَ اقتلاعَ ألمها , تماماً كما لن تستطيعَ محوَ ذاكرتها .
تلكَ الذّاكرةُ القادرةُ على قولِ كلِّ الأشياء , حتّى تلكَ الّتي نُخبِّئُها خلفَ ظهرِ الأملِ و الإيثارِ و الحبِّ آملينَ بذلكَ أن يُسجّلَ الوجعُ لنا لا علينا , تلكَ الأشياء تقولُها الذّاكرةُ في وجوهنا , تلفظها كما يلفظُ البحرُ أجسادَ الملّاحينَ الغارقينَ وراءَ حُلمِهم بكنزٍ مدفونٍ في جزيرةٍ ما ثمَّ يموتونَ و في ظنِّهم أنّهم كانوا قابَ وجعينِ او أدنى من حلمِ الثّراءِ و الشّهرة , تلكَ الذّاكرة القادرةُ على لفظنا نحنُ أيضاً بقرارٍ مشبوهٍ يضعنا في احدى خانتينِ اثنتين , شكٌّ أو يقين !
:
يا نهلة , كنتِ ماهرةً حدَّ ان سحبتِ ذاكرتي لتُصبحَ نظّارتي الوحيدة و أستعيدَ بعدها قدرتي على الرّؤيةِ بوجعٍ و لكن بدونِ شكٍّ هذهِ المرّة ,
لملمتِ انتباهيَ المركّزَ على أشياءَ أراها فقط و وضعتِهِ في اناءٍ أنيقٍ من اليقينِ و الدّهشةِ و ما وراءَ التّفاصيل .
بقدرِ اعجابي بهذا النّصّ هو عتبي على غيابكِ و حرماننا من حرفٍ يستحقُّ كلَّ اشادةٍ و تقدير .
محبّتي أيّتها الرّائعة !