قبل الحظر كنت مع أبو بسام في إستراحته الواقعة غرب المدينة
أبو بسام معلم تاريخ و من الأصدقاء المقربين جدا و منذ أن يحضر أبو بسام للإستراحة
قبيل المغرب يبقي على باب الإستراحة مشرعا كانت لديه وجهة نظر أن إغلاق باب الإستراحة
أمر مريب وكنت قد ناقشته في الأمر ذات يوم وأخبرته أن الأمر مجرد خصوصية ولا دخل له بالريبة
فقال أتحداك يا عبدالله فمعظم من يغلق الإستراحة في أقل الأحوال سوءا شباب يشيشون ولا يرغبون أن يكتشف
أمرهم أحد قلت له وماذا عن أكثر الأحوال سوءا فقال لي :
يا عبدالله خلنا ساكتين بس
قلت له أخبرني البساط أحمدي
فكانت إجابته :
يا عبدالله إنت رجال عاقل وما أبي أفتح عيونك على أمور أنت تجهلها !
وأرجوكم يا آل أبعاد من فهم ما يرمي إليه أبو بسام ليخبرني بالأمر .
المهم أبو بسام وكل مرتادي الإستراحة وأنا منهم من الرجال الأجاويد والمتصوفين
لا دخان ولا شيشة مجرد جلسات بريئة وأوقات نقضيها في النقاشات العامة و مشاهدة المباريات أو لعب الكيرم والضومنة
كنت حينها في حديث جانبي مع أبو بسام عن العطاء والإيثار ومن يمنحوا السعادة للآخرين فكان من ضمن
أقواله أن مانحي السعادة بشكلها الحقيقي قلة جدا والبعض يمنحها في مرحلة ما لأغراض معينة وبمجرد أن يحقق
غرضه يتوقف عن منح السعادة و البعض الآخر يمنحها وفق حسابات معينة تدخل في نطاق تبادل المنافع
و هناك فئة لا تمنح السعادة قطعيا وأخبرني أنهم أرحم بكثير من غيرهم من أصحاب المآرب والأغراض والمنافع
الحقيقة بعد أن أنهى أبو بسام حديثه وردني إتصال وغادرت الإستراحة ولم أتمكن من مناقشته في هذا الأمر وأخبرته
أني سأبدي وجهة نظري في اللقاء القادم لكن للأسف تم الحظر بعد ذلك بيومين ومن حينها لم أره ولم يعد يجمعنا
سوى مكالمات هاتفية نطمئن فيها على الأحوال ,
عادل ما أجملك