منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ... آيات شيطانية ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2007, 09:54 AM   #1
عبدالرحمن الغبين
( شاعر )

الصورة الرمزية عبدالرحمن الغبين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبدالرحمن الغبين غير متواجد حاليا

افتراضي ... آيات شيطانية ...


دائماً ما أحس برصاصة تخترق جسدي،
أتخيلها دائما، بل أشعر بها بعمق وأحيط بكافة تفاصيلها من دويّها الأول،
رائحة البارود،
لحظة ملامستها لجسدي. !
حرارتها وهي تتلف أنسجته وأوردته الدموية إلى أن تتجاوزني إلى اللاشيء.
الصمت،
سكون الأشياء،
وإنبثاق الدم الحار ببطء.
دهشتي،
إتساع عينيّ،
صرختي المكتومة في فمي الفاغر.
تقطيب حاجبيّ،
وحسرتي على هذه الحياة التي لم تمهلني لأكون كما ينبغي أن أكون.
تتوالى كل هذه التفاصيل التي تستغرق جزءاً من الثانية كأنها الدهر داخل رأسي، وأشعر بالألم والخوف.
وأمر بحيرة شديدة بعد أن اهدأ. أتسائل من سيطلق النار عليّ ؟
أحس بإطلاق النار يأتي من مسافة قريبة جداً دائماً.
وأتمنى دائماً ألاّ أكون أنا من يطلق النار.
وأستنكر ذلك،
لا لا ، إن كنت سأفكر بالانتحار فإنني لن أطلق النار إلا على رأسي المجنون لكي أنهي كل شيء بسرعة.
من سيطلق النار عليّ؟
أتسائل بجنون وبصراخ حاد للداخل : من سيطلق النار علي؟
أسترجع الوجوه علني أجد قاتلي،
هه، ومن يأبه بي ليتكلف عناء إطلاق رصاصة على جسد هزيل لا يساوي ثمنها.
منذ الصغر وأنا أشعر بهذه الرصاصة وأحسّ بألمها وأبكي أحياناً لعلمي بأنني سألقى حتفي بهذه الطريقة قبل أن أحقق شيئاً ما،
أو أن أكون شخصاً مهماً بالحياة، شخصاً مهماً للحياة.
من منكم لا يحلم بأن يكون مهماً ومؤثراً ؟
أما الآن زيادة على هذه الرصاصة التي لا زالت تخترق جسدي وتقتلني منذ سنوات عدة،
أصبحت شديد الهوس بالنظر إلى العروق في ساعدي حتى أنني أتخيل الدماء وهي تجري في هذه الأوعية الزرقاء،
وأتخيلها وهي تجري منها !!
وبعد أن كنت أتأمل زرقة السماء وأكتب أبياتاً بصفائها وألقها،
أصبحت اتأمل الزرقة الداكنة التي يجري بها إكسير الحياة،
التي يجري منها إكسير الموت عندما يمر بها المشرط .

 

التوقيع


بَعَضْ أَحْيَانْ، أَقُول : [ الوَقْت يِنْصِف] كَانْ بِهْ بَاقِي.
وأَقُول أَحْيَانْ : وَقْتِكْ لا تِقَاوا، [إنْهَرِهْ، واقْوهْ]
فَلا أَسْهَلْ مِنَ الصَّعْب، إنْ جِمَحْ عَزْم الفتَى الهَاقِي.
ولا أَصْعَبْ مِنَ السَّهْل، إنْ بَغِيْت اتْخَيِّبْ الهَقْوَة.



فـَ الرَّاحِلُونَ هُمُ ..!
أبو الطيب.

عبدالرحمن الغبين غير متصل   رد مع اقتباس