[عبدالعزيز رشيد]

مازلزلت مصر من كيد ألمّ بها
..... لكنها رقصت من عدلكم طربا!
قالها أحد الشعراء لأحد حكّام مِصر فأعطاه مالم يخطر على حلم إنسانٍ فقير في مصر, رغم أنّه على يقين بأن الشاعر كاذب ولم يعر الصدق أي اهتمامٍ حينها بل أحبّ كذبته التي صدّقها! ولو كنّا واقعيّين هو لم يصدّقها فعلا لكنّه السحر بـ عينه !, فالسحر كمانعلم علمٌ مبهم فيه كلامٌ مطلسمٌ يقال بـ طقوس معيّنة فيُحدث في الأشياء أمورا لايلمسها العقل ولايدركها المنطق على الإطلاق , فهل الشعر له علاقة بالسحر؟! ولو كان بالبيان؟ ,من وجهة نظري الشخصيّة أقول:نعم, الشعر ظليع بالسحر وإلا ماسلب إدراك الوالي وخيّل له الصدق مكان الكذب!, ماأجمل ذلك الشعر\السحر قد يصيب الشاعر في جملة من قصائده تكون ذات تأثير سحريّ كهذا البيت والامثلة على ذلك كثيرة ومنها ماهو سحرها في قدرتها على المضيّ قدما عبر الأجيال كذلك حالها حال الكلام المُقال من غير الشعر
"ماعلى الطيّب علامة!"
جملة أصابت بصمة الروح فتوافقت مع الكثير من الناس فتواترتها الأجيال, جملة سلسة النطق وبليغة الأثر وعميقة المعنى كذلك دهشتها إذ يوحى إلينا وكأنّ القائل قالها وهو متعجّب متحسّر لذلك كانت محمّلة بالصدق والحقيقة وكأنّها قيلت من مجرّب فهذا هو سحرها وبيانها وكأن الشعر يأختبئ احيانا داخل جيب الكلام فنحسّ به , هي طلاسم مباحة لها أثرٌ كأثر طلاسم السحر, فهذا هو تفسيرنا لكلّ كلامٍ\شعر يعجبنا ولانعرف سبب اعجابنا به إلا كونه حرّكنا وفعل بنا فعلته السحريّة فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام
"إنّ من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا"
كلّ كلمة من ذلك الحديث أتت في قالبها مكتملة البناء وتعني ماتعنيه بكلّ تحمله من حرف كذلك الترتيب بذكر الشعر ثم البيان كلّ شيء له معناه فهذا هو أفصح الكلام على الإطلاق فعلاً
"إن من البيان لسحرا"
,
تحيّاتي لكم