منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصة الفلسفة اليونانية
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2010, 12:19 AM   #14
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي


الفلسفة الإيلية خطت بالفكر الإنساني خطوة واسعة نحو توحيد الحقيقة ، و التوحيد هو الهدف الذي يسير إليه العقل و يطمح في الوصول إليه على كل الأصعدة . فثلاً يقصد إليه في الدين فنراه يسير من تعدد الآلهة إلى توحيدها " كما فعل اكزنوفنس ، حيث عاب آلهة اليونان التعددية و ألقى اللوم على الشاعرين هوميروس و الآخر هزيود لأنهما السبب في تأكيد هذه الفكرة عند اليونانيين " ، كما أن التوحيد نجده في العلوم حيث يجمع جميع أشتات الحقائق تحت طائفة محصورة من القوانين و البراهين ، و يقصد إليه في الفلسفة من حيثية أن ينشئ جوهراً واحداً يجمع تحت لواءه كل ظواهر الكون ..
إلا أن توحيد الحقيقة عند الإيلين لم يكن تأملاً كاملاً بل اكتنفه شيء من الغموض ، فقد زعموا أن جوهر الكون و حقيقته هو الوجود نفسه ، ثم جمدوا عند هذا الحد و لم يوضحوا كيف صدرت هذه الأشياء !؟
بل عمدوا إلى إقامة الدليل على بطلانها ، و لنا في زينو خير مثال في إنكاره الحسي .. من حيث مناداته بقوانين بطلان الكثرة و بطلان الحركة .. فهو قد أنكر المحسوسات و اكتفى بالمجردات العقلانية
و بناء على ذلك ، تكون الفلسفة الإيلية قد خلفت وراءها عالمين و هما : 1- عالم الحقيقة – الوجود –
2- عالم الوهم – الأشياء- و لعل الإيلين اضطروا لهذه التثنية اضطراراً حتى أعجزهم تعليل نشأة العالم الحسي و قد كان ذلك العجز محتماً ما داموا قد فرضوا الحقيقة مجردة من الصفات و الحركة . إذاً فيستحيل أن يخرج عالم مليء بالصفات و الخصائص من أصل غير ذي صفة أو خاصّة ..

ندرك بعد هذا العرض الموجز أم المدرسة اليونية الأولى استهلت تفكيرها بإثارة هذا السؤال :
ما أصل الكون الأول الذي تفرعت منه الأشياء ؟ و كانت الإجابة من المدرسة نفسها بأنه الهواء أو الماء أو ما إليهما ، ثم أعقبتهما المدرسة الفيثاغورية الدينية فجعلوا الإجابة متمثلة بالكمية و الأعداد حتى قدسوا الأعداد و اقسموا بها ، ثم تلتها المدرسة الثالثة ـ الإيلية ـ فقررت أنه الوجود المطلق المجرّد .
و عند إمعان النظر إلى أراء هذه المدارس الثلاث نجد الأولى قد أضافت إلى أصل الأشياء كماً و كيفاً ، لأنها فرضت أنه مادة ذات حجم و صفات ، و المدرسة الثانية أنكرت أحدهما و أبقت الآخر ، أنكرت الكيف و أثبتت الكم ، و أما الثالثة فقد جردتّه من الكم و الكيف جميعاً فلا هو كمية مادية تقبل لتجزئة ، و لا هو تمييز صفات و خصائص و أشكال ، بل هو فكرة مجردّة من كل شيء ..

هرقليطس المتعالي المتغطرس أرجع الأصل للنار و أنكر كل ما ذهبت إليه المدارس و تهكم كثيراً على ما حاولوا إثباته ، امبذوقليس أتى من بعده و ساهم كثيراً في دفع الحقيقة بعد أن مزج بين الحقائق و أضاف عليها

أخيراً يتضح لما أن إنتقال الفلسفة من المدرسة اليونانية الأولى إلى الإيلية الثالثة هو إنتقال من المرحلة الحسية الساذجة إلى المرحلة العقلية لمجرّدة ، و الفيثاغوريون هم حلقة الإتصال ...

لم ألخّص كل الكتاب إنما كما تعهدت بالثلاث مدارس الأولى فقط ، إذ أن هيرقليطس يحتاج لموضوع مفرد لأنه بنظري يستحق و كذا الأمر مع امبذوقليس و بارميندس الذي انشطر مابين المادية الحسية و التجريد العقلاني حتى اختلف المؤرخون في تصنيفه هل هو مادي حسي تجريبي ، أم عقلاني تجريدي .. إذ أنه فسّر بطريقة مادية حسية ثم بعد ذلك عدل عنها للتجريد العقلاني ! ..

إبان حديثي مع العديد اكتشفت أنهم يربطون الفلسفة اليونانية مع سقراط فقط ، و الكثير يجهلون هذه المدارس الثلاث إذا ما أضفنا إليها المذهب الذري ـ جوهر الفرد ـ و من ثم السفسطائيين و الكلبييون و الابيقوريون و الرواقيون و و تكثر التصنيفات عند الحديث عن الفلسفة اليونانية ...

* عذراً لو سقط أي خطأ إملائي ، إذ أنني أكتب بسرعة ..

من أهم المراجع بالإضافة لقصة الفلسفة اليونانية

The story of Philosophy which was written by Durnat & the History of Philosophy which was written by the same author

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس