حِين تَقرأ له ، لايَمنحك فُرصة التِقاط أنفاسك لِمواصلةِ المسير ،
ولايَسْمَح لتَنهيدة تَخرج ، تُنفّس فيها الرّوح عن شيءٍ لامَسَها بِعنف !
يَشُدّك ِمن أوّل حَرفٍ ، حتى آخرِ قطرةِ بوح في سطوره ..
لايسمح لقارئه أن يتحرر مِن قيود كلماته إلا بإرادته !
لاتَستَطيع أن تَعتبِرهُ ثائِرًا ولاعاشِقًا ولا مُتمردًا على واقعهِ ، جميعها فيهِ .
هو مَنْ كتبَ عن حياتِه ، ووطنه ، وأحلامه مِن خلال المرأة ، - تِلكَ - التي يُجلّها ويحترمُها كثيرًا .
لم أجدهُ رافعيًا ولا جبرانيًا ولامنفلوطيًا !. لم ألمس " مي" بين السّطور ، وَجدّتُهم فيه ، يَسكنون سطوره ..
هو العاشقُ المُتيّم بلغتهِ ، فقد جعلها سبب التقدّم والتطوّر حين قال :
"ما تخلَّفنا، ولا تأخَّرنا، ولا تراجعنا، ولا تقهْقَرْنَا؛ إلَّا لأنَّنا فرَّطْنَا بلُغتِنَا أوَّلًا، ثمَّ بأشياءَ؛ جاءتْ تباعًا.
هو مَن يَرسم بالطّبشورِ الأحمر ، خطًا فاصلًا ، مابين الجّرح والجّرح !
لايأبَه لطبشور " يطمر الزّمن أثره "، لأنَّه مُوقن أن قَضِيّته أكْبَر مِن أن تطمرها يد الأيّام !
تَتَعلم مِنّه الرّقي والخُلق الرّفيع ، قَبَل أن تَتَعلم مِنه الأدب .
إنّه الأديب الأستاذ : مُحَمّد سَلمان البلوي
في ضِيافتنا .