منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - !! .. حكايات أبطالها نساء ][ مجموعة قصصية ][ .. !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2008, 08:19 AM   #12
الوجه الأليم
( كاتبة )

الصورة الرمزية الوجه الأليم

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

الوجه الأليم غير متواجد حاليا

افتراضي



بسمه الهادي










.
.

[ 2 ] أرملة رجل حي


أعبث في محتوى حقيبة يدي ؛ محاولة تناسي ماحصل .. الطائرة ستقلع الآن .. وأنا في شعور التكذيب لكل الأحداث التي مرت ,, أحقاً أنا مودعة أرضٍ ضم ترابها أرواحكم؟؟ إني والله لن اقوى على البعاد ,, أقلب الذكريات في مخيلتي كما أقلب صفحات الكتاب وأفشل فشلاً ذريعاً في حبس الدموع المنسابة على خداي ,, فكيف أنسى حزناً حواك يا مريم !؟

اعذري قلب أمٍ ما قوى على الصبر فمضى عله يستريح من صروف هذا الدهر المرير ,, لكني سأعود ,, سأعود لأجل روحك الطاهرة !

هاتفي المحمول يرن ,, مكالمة من صاحبة قديمة ,, هي تعزية لفقد ابنتي ,, اصمت .. ثم اشكرها وأنهي المكالمة ,, لأرى خلفية الشاشة التي ضمت صورة الراحلة ,, معشوقتي حد الجنون مازال العقل يرفض خبر موتك , أحقاً ارتحلت عن عالمي ؟؟ أم أنه كابوس عشتِـه في خيالك و أوهمتني بطيوفه ؟ متعبة .. مرهقة .. و وحيدة بعد موتك الذي أنهاني ..

الهاتف يرن ثانية ,, المتصل أخ زوجي جاسم ,, يعزيني هو الآخر ويصبرني ,, جميعهم اتصل ,, جميعهم رجا مني الصبر عداك يا جاسم ,, لا تزال قطعة جليد لم تقوَ ظروفك معي أن تذيبك ,, فكيف أن تمر لحظة موت فتاتك دون سماع حديثك ؟

إنك وإن هاتفتني لن أغفر لك تخاذلك وإهاناتك لإعاقتها ,, لن أغفر لك غيابك .. استهتارك بمرضها ,, مريم وحدها من كانت تعاني , وحدها من كانت تبكي ليلها خلسة راجية حضورك وهي تصرخ في فزع " بابا .. بابا " ,, توسلاتها لم تحرك ساكنك ,, دخولها المستشفى مرات عديدة لم يزد مشاعرك إلا تجمدا سفرها الاخير لم تسأل عن موعده ,, و موتها لم يطلق لدموعك العنان .. فهل تعرف عيناك معنى الدموع ؟؟ وأنت الذي لم تبكِ معي مواساة لفقد والدي !


مريم رحلت عن دنياي منذ اسبوع ,, أما أنت فرحيلك عن عالمي مذ تزوجتك ,, فلماذا لا تفك قيدي يا سيدي وقد رحل الوصل بيننا ؟؟ فبعد رحيل العزيزة لم يعد لك شيئاً بين يدي .



الصوت يصلني :" سنبهبط الان " أهي الدقائق مرت سريعا هكذا ؟؟

صاحبتي سعاد تستقبلني بأسى وتسأل :

" أين جثة مريم ؟

" تركتها هناك مع أرواح الاحبة !

" ولماذا تبقين روحها بعيدة عنك ؟

" لن ابقى بعيدة فأنا راحلة لها ..

" ترحيلن لها ؟

" سأترك كل شيء هنا وأرحل !

" لا تكوني مجنونة !

" سأكون مجنونة إن بقيت بعيداً عن روح والداي وروحها !

" وعملك ؟؟

" الفرصة سانحة للعمل هناك ..

" وزوجك ؟

" و هل كان لي زوجاً ذات يوم ؟

" لكنه زوجك !

" لم يعد يهمني أمره ..

" الهجران يعاقبك الشرع عليه .

" لكنه لا يدري ما الشرع .. حُسم الامر , إني مسافرة رغم كل شيء !

" وتتركين وطنك ؟

" وطني حيث أرواح الاحبة .. حيث والداي هناك توفيا بذات المرض ولم يجدِ العلاج معهم ,, وحيث فتاتي التي رحلت أمام عيناي ,, هناك وطني .. فأي وطن ٍ يؤنس العيش فيه دون الأهل !؟



سأودع هذا الوطن بما حوى ,, وسأخلف كل الذكريات .. الأمكنة و الأزمنة ,, قد يجرفني الاشتياق يوماً للعودة للعيش مع الاطياف ,, وقد لا أعود فلاشيء لي هنا ..


أنهي اجراءاتي الاخيرة ,, وصدفة ألتقي به خارجاً من مقهى بصحبة فتاة ,, هي حكاية جديدة ,, سنتهي فور الشروع في بداياتها ,, أضحك بعد جرعة الألم القاتلة , وأموت حزناً حين ادرك أنه قدري ! قدري رجلاً عرف صنوف النساء ,, وبقي عاجزاً أمام صنف زوجته .. !


سأرحل من هنا ,, ومن هذا العالم ,, لأبقي عمري مع أرواحكم احبائي ,, وأرثي عشرين عاماً انقضى من عمري ما عرفت فيه غير الأسى و الأسى و الأسى ....


فوداعاً أيها الوطن .. ووداعاً أيها الزوج الغريب !






.0.







 

التوقيع

.0.
.0.


وحيدةٌ أنا دُونما ذاكرة ,,
أو ربما بذاكرة ..
ذُبل فيها كُل شيء .. ,

الاهل ..
الاصدقاء ..
والوطن !


.0.
.0.

الوجه الأليم غير متصل   رد مع اقتباس