منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ رَشْوَةٌ فِكْرِيَّةْ ] ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2009, 01:57 AM   #1
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

افتراضي [ رَشْوَةٌ فِكْرِيَّةْ ] ...






صَبَاحُكُمْ خَيْرْ ...



لا يَخْلُوْ أَيَّ حَيِّ فِيْنَا مِنْ مَبْدَأ يَعْتَنِقُهْ وَ يُؤْمِنُ بِهِ حَدَّ الكُفْرِ بِمَا سِوَاهْ ... أَوْ بِسِلْسِلَةٍ مِنَ المَبَادِئِ التِيْ تُؤَطِّرُ عَقْلَهُ وَ سُلُوْكَهُ

وَ انْفِعَالاتِهِ بِإطَارَاتِهَا المُدَوَّرَةِ وَ تَجْعَلُهُ يَدُوْرُ فِيْ فَلَكِهَا ... لا يَخْرُجُ عَنْهَا أَبَدَاً .. هَذِهِ بَدَهِيَّةٌ عَقْلِيَّةْ ... أَرَدْتُ أَنْ تَكُوْنَ

مُمَهِّدَةً لِمَا بَعْدَهَا ...



مَا يَسْتَحِقُّ التَّأَمُلَ العَقْلِيّ هُوَ الخِيَانَةُ لِلْمَبْدَأ وَ الانْقِلابِ عَلَيْهْ ... بَعْدَ تَذَوُّقِ لَذَّةِ [ الرَشْوَةْ ] ...



وَ تَنْوِيْهَاً .... أَنَا لَسْتُ مَعَ [ التَشَنُّجِ / التَصَلُّبِ ] وَ لَسْتُ ضِدَاً [ لِلْمُرُوْنَةِ / التَقَبُّلْ] ... وَ لَسْتُ مُرَوِّجَاً لِلْشَّعَارَاتْ ...




لَكِنِّيْ ضِدٌ لِـ [ مُرْتَشِيْ ] المَبَادِئْ وَ بَائِعِيْ قَضَايَاهُمْ وَ تَحَوُلِهِمْ مِنْ خَنَادِقٍ لِخَنَادِقَ لِمُجَرَّدِ اسْتِمْتَاعِهِمْ بِنَعِيْمِ رَشَاوِيَ حَقَّقَتْ

لَهُمْ أَحْلامَهُمْ / مَآرِبَهُمْ / مَسَاعِيْهِمْ وَ أَعْمَتْ أَعْيُنَهُمْ عَنْ هَمَّ الجَمْعِ وَ هُمُوْمِ الجَمَاعَةْ ...

صِدْقَاً بَدَأْتُ أَتَفَهَّمُ تَحَوُّلَ البَعْضَ مِنْ مُعْتَنِقٍ مُخْلِصٍ مُقَاتِلٍ فِيْ سَبِيْلِ [ المَبْدَأ ] الذِيْ آمَنَ بِهِ وَ نَادَىَ بِهِ كَثِيْرَاً لِمُجَرَّدِ نَاعِقٍ

/ بُوْقٍ فِيْ كَتَائِبِ أَعْدَاءِ الأَمْسْ ...

فَمَا إنْ تَتَحَقَّقَ لَهُ أَهْدَافُهُ [ الشَخْصِيَّةِ ] حَتَّىَ يَخْلَعَ عَنْهُ هُمُوْمَ أَهْلَ قَضِيَّتِهِ وَ مُعْتَقَدِهِ ... وَ يَتْرُكُهُمْ جَانِبَ الوَجَعِ الأكْبَرِ

وَحْدَهُمْ ...





كاتبٌ شهير في الوسط الصحفي كان يكتب كثيراً عن الأمن و الأمان في البلد و كان مصدر قلقٍ لجهةٍ وزاريةٍ معينة

بقضاياه التي صرخ و بكى لأجلها كثيراً ... مخلصاً لمبدئه ... يكتب هم المجتمع و أرقهم بقلمه اللاذع / اللاسع ...

فانقلب على أهل قضيته ... و بات عدواً لهم ... لاستلامه منصباً عالياً في تلك الجهة ... و صار ناعقاً باسمها ...

يدافع عنها ... صبح مساء ...


كاتبٌ آخر لا يقل شهرةً عن سابقه ... كان يكتب عن التعليم و المعلمين بصفته واحداً منهم و باتت هموم التعليم و

المعلمين و المتعلمين هي طعامه و شرابه .. كان مخلصاً لمبدئه ...مشاركاً بقلمه هم الآلاف من أبناء طبقته الكادحة ...

فانقلب أيضاً على قضيته و أهلها ... و صار خصماً لدوداً لهم ... لاستلامه كصاحبه منصباً مهماً في وزارته ... و

صار كسابقه بوقاً من أبواقها ... يذود عنها ... ليل نهار ...


و شاعرٌ آخر مشهورٌ جداً ... كان يمقت [ الشحاذة ] و يترفع عن [ الطرارة ] الشعرية و يكفر بكل من يكتب مدحاً لأي

مخلوق ... حتى أنه ظل لسنواتٍ طوال لم يكتب حرفاً واحداً في مدح أحد ... مخلصاً لمبدئه ... حتى تذوق طعم [

شرهات الكبار ] فبات مداحاً لا يضاهى و [ طراراً ] لا يجارى ... فانقلب هو الآخر على معتنقه و مبدئه ... و صار

كسابقيه خائناً ..


و شاعرٌ آخر مشهورٌ جداً لا يقل شهرةٌ عن سابقه ... ظل لسنواتٍ يسخر من باعة الشعر و يهزأ بهم ... حتى اكتُشِفَ

صدفةً أنه من أكثرهم بيعاً ...






هِيَ أَمْثِلَةٌ سُقْتُهَا لَكُمْ لأدَلِّلَ عَلَىْ تُفْهِ [ الرَشّوَةْ ] التِيْ تُشْتَرَىَ بِهَا العُقُوْلُ وَ الأقْلاَمُ وَ تُحَوِّلُ مَبَادِئَهُمْ لِمُجَرَّدِ شِعَارَاتٍ وَرَقِيَّةْ ...
مَا يُؤَكِّدُ عَلَىْ ضَرُوْرَةِ الحَذَرِ مِنْ بَاعَةِ المَبَادِئِ وَ تَعْرِيَتِهِمْ مَا أَمْكَنْ ...







 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس