أسمع صوت الريح يهضم ما تبقّى من أمل، أمدّ يدي للفرصة وتموت على أصابعي شهيّة القبض، ما كان ينبغي على روحي أن تُعلن حيادًا مبكرًا وتترك جسدًا متذبذبًا ما بين الوضوح والهروب، وأعود للنظر إلى صفحات الكتاب الأخيرة: خاتمة لاتدري كيف تستقرّ، وسطور مرتبكة تتشارك مراكزها الوسطى، وصوتا مُعلقا على مشجب الهدوء يرفض اصدار أوامر الترصّد، وملامح لا تعرف الخروج إلى الواقع المتنكّر بقناع السهولة.
تعود الرياح لتهضم الباقي، وتتحرك أوراق الكتاب الأخيرة بإتجاه قلبي، تَسرق تنهيدتي هروب النهايات، فأتنفّس الإتزان وأخطوا.. أخطوا بإتجاه إغلاق كل نوافذ الحياد!
....
رغم أنّ الصدق قد ابتلعته الرياح....