يا تمثالا من بعض مخاوف الزمن
ويكأنك تطلّ على الكون من كوة كخرم الابرة ونفس كرائحة الدخان في ليلة ضبابية كساها الصقيع
متجمدة تلك الطباع حدّ التصلب عنادا على أرض عنجهيتك
لم أرَ يوما تمثالا من جلمود صخر أشد قساوة من رؤاك
تلك الرؤى المتعفنة بين صدأ قلبك وقساوة طباعه
وزاد عليك أن الزمن صنعك ثم استجار
فصار كالأب يفسد أبناءه صغارا
ثمّ يدرك بعد فوات الأوان فشله فيشتد قسوة عليهم ظانّا أنه سيصلح ما قد كان
كصفعات هذا الأب الظالم الحاني جاءت صفعات دهرك / صفعات أيامك المهترئة
فازدتَ تكوّرا في أناك
حتى بت لا تبصبر الا من خرم ابرة مخاوفك جمال العالم
وما العالم يا سيدي كلون مآسييك ولون تجاربك
ما أنا من هذا العالم في نظريات قلبك
وقد لوّنتني بألوان حقائقك
وألستني ظلام نفسك
وخلقت لي أجنحة الطيور التي تحبّ
ووضعتني تحت تصرفك طائرا قصصت جناحيه بلا استئذان
طائرا يحلق في فراغ ضيق كمساحة يقينك( أنّ الدنيا لازالت بخير)
لاذنبا جنيت فأقف على مسافة طلقة من بندقية جنونك
سوى أنني كنت من وقعت ــ في شباك نقائها ــ طيور عواطفك
فحلّت عليّ لعنة عواصفك
تحملني ذات اليمين وذات الشمال
وقلبي باسط ذراعيه فوق أجنحة الرجاء
لا أملك من أمره شيئا ولا يملك من أمرك ما تريد
هب أنّ هذا الكون قد وضعني من رحم محارة خالدة على شواطئ نارك وظلام رمالها
أفلا تنظر الي بعين النعمة وقد نشر الصباح حولي أصابعه
وصبغ النور بالحناء أصابعي
افلا تحملني على أكف الشكر اذ جاد بي الزمان عليك
فتنظر من خلال عظيم هذا القدر لعظيم فضل من جعلني بأقدارك سطرا من نثار النور
قد سحقني ظلام ظنّونك بضباب حزن لم يترك لبصري الا طريقا واحدا ..
(أن لا أعود )