معدل تقييم المستوى: 20
أذكر أني قرأت منذ أكثر من ثمان سنوات قصة قصيرة لعبده خال بصفحة إبداع بجريدة عكاظ. و أعجبت بها كثيرا و لم أقرأ بعد ذلك في الحقيقة لا الجرائد ولا لعبده خال. لكنه ظل اسما في ذاكرتي. و من ثم، أنتِ الآن تحفزينني بقوة يا ابتسام لشراء الرواية و قراءتها. و لأني لم أقرأ الروايات المرشحة الأخرى أيضا فسأتجاوز السؤال الأول. و لو قدر لي أن أكون فبلا ريب سأحكم على العمل من قيمته الأدبية من زاوية منظوري لما هو العمل الأدبي الفاخر ؟! و هو في رأيي أنا يشكل مزيجا من أسلوب قوي جذاب يتدرج من بداية الرواية حتى حبكتها و من ثم حلول الحبكة بدون أن يضعف أو يغدو ركيكا. و فكرة هي أهم ما في العمل فما الأسلوب إلا طريقة عرض قد يختلف فيها كل من يكتب فالفكرة كالسلعة و الأسلوب هو البائع الذي يروجها. هذا كأبسط ما يكون من حق عمل روائي يكافأ بجائزة و تبعات أخرى. الثورة على ما يسود في المجتمع سلاح ذو حدين، فإن كان ثورة على باطل فهي مقدمة لثورات أخرى عريقة لن تنتهي. و إن كانت ثورة على صواب يُعْتَقَد بطلانه فهذا هو الانحراف الفكري الذي يجب أن يكون أعضاء لجنة تقييمية ذو وعي كافٍ لإيقافه أو على الأقل الحد من انتشاره برفض هذا العمل . طرق القضايا الاجتماعية عبر باب الأدب لهو مجازفة جريئة إما أن يقوم بها أحمق راغب في الشهرة أو محق متفان لأجل شعبه و التفرقة بينهما تصعب على الكثير و هذا أيضا من واجب اللجنة أن يكونوا على دراية تامة بصنوف الاختلاف بينهما. و أخيرا، هل البوكر تخدم الروائيين أم العكس ؟!! لا ريب أنها تخدمهم اجتماعيا و ماديا و لكن هل تخدمهم ثقافيا ؟! أعتقد أن هذا يعود إلى طبيعة الكاتب المعنيِّ بالجائزة فهو من يحدد استمراره أو اكتفاءه بما أخذ " عصفور عاليد ولا عشرة عالشجرة " . و أعود إلى ما معنى أن أبدع كروائي.. قضية جدلية بلا شك و لكن كنت أنا لأقول أن أبدع كروائي هو أن أصل لمفهوم عال من الفهم لنفسي و لمن حولي " من أكتب لهم " فبغير هذين الاثنين لن يصل حديثي لأحد . و لن يكون لما أكتب أي معنى. ابتسام، شكرا لكِ، لا لشيء إنما لأنك حفزتني على قراءة هذه الروايات و رواية عبده خال على وجه الخصوص.