[عبدالعزيز رشيد]

"قد تصدق القصيدة ولاتصدق القصّة"
قد يعتمد أحدهم على القصّة في قوله ويتعصّب لها متجاهلا القصيدة التي تروي الأحداث نفسها وتفصّلها وبطبيعة الحال القصيدة واحدة لكنّ القصّة ليست بواحدة! وهذا يثبت أن الزيادة أو النقصان بالقصّة واردة أكثر من القصيدة نفسها لكن القصيدة وحدها لاتكفي قد لاتصدق القصيدة في كلّ قولها وأبسط مثال من الشعر الجاهليّ قول عمرو بن كلثوم:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إذا بلغ الفطام لنا صبيّ= تخرّ له الجبابر ساجدينا
.[/poem]
قد يدرك القول على أنّه مبالغٌ فيه وجزء من فنون الشعر وقد يكون زائدا عن حدّه كما رأى الأصمعيّ وغيره, فقطعا البيت لم يكن صادقا كأغلب شعر المدح لكنّه _أيّ عمرو بن كلثوم_ عندما ذكر بعض الأحداث بقالبٍ سرديّ كان صادق فيه ف الشعر يحتمل الصدق والكذب وقد يكون بيّنا صدقه وكذبه يقولون لولا الفرزدق لضاعت أخبار العرب وقيل لغة العرب لأنّه كان يذكر أحداث الجاهليّة في شعره فأخذوا الاحداث من شعره وهو القائل:
[poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
هما دلتانـى مـن ثمانيـن قامـة= كما انقض باز أقتم الريش كاسـره
فلما استوت رجلاى في الأرض=قالتاأحـى يرجـى أم قتيـل نـحـاذره
فقلت ارفعا الأسباب لا يشعروابنـا= وأقبلت فـي أعجـاز ليـل أبـادره
أبـادر بوابيـن قـد وكـلا بـنـا= وأحمر من ساج تبـص مسامـره
.[/poem]
فُهم من قوله أنّه اعتدى على أحد البيوت فسبّه جرير لذلك وعندما أتى الخليفة ليقيم عليه الحدّ ذكر الفرزدق الآية التي تقول {يقولون مالايفعلون} وتركه فالشعر يكون أصدق بالسرد وأكذب بالمدح وذكر الأفعال