[طلال قطان]

أشعرُ أنَ غيابكِ قد خلفَ مكانهُ
ثقبأً في خزان صبري المتهالكْ
ففي كل يومٍ أشعرُ بأنني في طريقي
للتلاشي في طريقي للنضوبْ
ينزفُ صبري من شريانِ تحملي
فيشكلُ على أرضِ لا مبالاتكِ
بقعةًَ كأنها مستنقعُ يأسٍ تجتمع حوله
كل الطفيليات التي تقتاتُ على إنهياري المتطردْ
أشعرُ في كل لحظة أن أملي يتناقصُ بالبقاءْ
كسقوطِ الرملِ من الساعةِ البدائيةْ
أنظرُ الى رمالها تتساقطُ مسرعةً
معلنةً إقترابَ رحيلي عن دنياكِ
أخافُ أن تملَ روحي إنتظارَ حباتِ الرمل
فتقررَ أن تغادر َجسدي المتضرب قبل الوقت المحدد
لا سيدتي أرجوكِ أن تفهمي مقصدي
أخافُ أن تغادرني روحي ليس خوفاً من الموت
كما ظننتي فأنا أموتُ كل لحظةٍ مذ قررتي هجري
ولكن خوفي من أن تهجرَ روحي هذا الجسد
وفي تلكَ الساعةِ بعضٌ من الرمال التي قد
تتيحُ لكِ البقاء في مخيلتي لثوانٍ إضافية
ما أصعبَ أن ينتظر شخصٌ نازف قدرهُ المحتومْ
ما أصعب أن يقفَ الجميع عاجزاً أمامَ روحٍ
تُجتثُ من جسدها ولا يملكون لها سوى الدعاء
ولكنَّ الأصعبَ هو بقائي في ذلك البرزخ
الأصعب هو بقائي ما بين الأبيض والأسود
فمرحبا بموتي قبل أت تفترسني ساعات البقاء
لكنني أتسائل هل ستحضرين بعد رحيلي
مراسم دفني أم أنك ستكتفين بإرسال الورد
هل ستقيمين العزاء لشخص تلاشى لأجلك
أم أنك ستمرين على نعيه مرور الكرام
اهٍ سيدتي لو أني أعود للحياة للحظة بعد موتي
لأعرف ماذا فعلتي حداداً عليَّ
عندها سأعرف إن كنتِ تستحيقن حبي
أم أنني قد أضعت فيكي عمري دون وجه
حق