[أحمد الهسي]

في غربتي هربت ملذاتي بعيداً وانطويت في الظلام
أرسم ألحاناً على جدران قلعة ذكرياتي المتهالكة
أغني ساعةً من نهار فتجتمع الأوجاع في زفراتي لأصمت حتى مغيب الشمس فيستيقظ الحنين ويتدافع مع أشباح المكان
واغربتاه قسوتي عندما افتقرت إلى الأمان
يقودني حلمي إلى الهاوية وأنا ثملٌ من شدة الأمل وهنا لاتُمَدُ لنا الأيدي مصافحةً خوفي الشديد
قد يكون الليل غطاءً للحياة الزائفة لكنه قاضياً مضجراً بأحكامٍ صارمة مسائلاً ما تبقى فيك من الحب
يحدث أن تجد شخصاً لا تعرفه فتود معرفته فقط لأنه يبدو لك أنيساً في وحدتك وما أن عرفته حتى اقتلع منك كل طبعٍ جميل فليتك لم تحادثه بكلمةٍ وبقيتم غرباء
وتسمع دائماً أسئلةً متشابهة فيقال لك ما جاء بك إلى هنا ؟!
لمَ لم تبقى في مدينتكَ لماذا اخترت وحدتك ولماذا تصر على البقاء بلا زوجة
فتجيب أن زماننا لا يحتمل التغيير وأن ما جاء بك أسوء مما تجد وأنك لا تستطيع الزواج فقط لأنك لا تملك الوقت أو المال
ألذلك حقاً تغترب ؟
كلا ولكن هرباً من هذه الأسئلة
عجباً ولدت عارياً باكياً فقيراً معدماً وستموت بأرقى حلةٍ خائفاً ولن تصد الموت بمالك وإن كان كنزاً
اضمم إلى صدرك ما تجده فرحاً أو مايبدو لك سعادةً واغفو على أحلامك البسيطة فرب ألماً يأتيك بعافية ووحدةٍ تسوق لك الرضا
أرجوك لا تمزق عبير الأمل ولا تبصق بوجه الفأل فهما ضيفان إن رحلا سترحل بلا ذِكرٍ ولا ذكرى
والآن حان وقت النهوض حسب التوقيت المحلي لعاصمة جسدك فانبض بما يعجبك ولا تلقي بالاً لأحد فأنت أنت لست مسخراً ليقودك أحد هذا عامٌ يُغاثُ فيه حلمك فاغتنمه قبل أن يدركك المشيب ولك مني أجمل الدعوات.

محبك / أنا !