منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ..[ وَ يَبْقَى الحُرُ حُراً ] ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2008, 01:34 PM   #2
وَرْد عسيري
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية وَرْد عسيري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

وَرْد عسيري غير متواجد حاليا

افتراضي


* وَ مضَة ..:

قال الشاعر أحمد زكي أبو شادي. أحد رواد الشعر الرومانسي، في مطران:

"لقد عرفت محبة هذا الرجل الإنساني وأستاذيته منذ ثلاثين سنة،غذ تعهدني صغيراً، وكان أول ناقد لأدبي، فلولاه ما كنت أعرف -إلا بعد زمنمديد- معنى الشخصية
الأدبية والطلاقة الفنية، ووحدة القصيدة والروحالعالمية في الأدب، واثر الثقافة في صقل المواهب الشعرية".


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عاش خليل مطران سبعا وسبعين عاما..كابد المحن واحداثا جساما في الشرق العربي. تعاقبت على هذا الشرق ثورات سياسيين وحروب مختلفة
الى أن عايش الحرب العالمية الثانية. آثار الانعكاس الدامي من هذه الأحداث تعتريها أشعاره فقد قال في احدى قصائده.


ولنبك من ماتوا وما منه جبان منهزم
ولنرث للضعفاء يفنيهم قوي مغتشم
خطب رآه المنصفون كان أحياهم وضم
راوا الذئاب فحاولوا ان يدرأوها بالحكم
من للضعيف اذا شكا وعلى القوي اذا أثم


لقد كان مطران أبي النفس ، حر الطباع ، نزاعا الى التحرير من القيود لاسيما قيود الظلم ،
فدائما ما يدافع عن حرية الرأي ، فقد كتب قصيدة ضد وزير وزارة عندما هدده الأخير في النفي ،
فكان مطلع القصيدة.

أنا لا أخاف ولا أرجي فرسي مؤهبة وسرجي
فإذا بنا بي متن بر فالمطية بطن لج
لا قول غير الحق لي قول وهذا النهج نهجي
الوعد والا يعاد ماكانا لدى طريق فلج


وفي هذا السياق نرى ونلمس بأن من العوامل التي أثرت في نفسه وحياته عامل خطير يتمثل
في قلة احتفال الناس في عصره بالأدب والأدباء وندرة القراءة في اللغة العربية وهو عامل مازال
يشكو منه الأدب العربي حتى وقتنا هذا .
كان خليل مطران مرهف الحس رقيق الشعور رقة مفرطة إحساسا الى درجة بالغة ، وقد انعكست
هذه الرقة في شعره .
كما ان للطبيعة النصيب الوافر وله عمق خالد الى حد التفاني فيها والامتزاج معها يخاطبها وتخاطبه بقوله ..:

متضائقا أنا ومنفرجا متخللا خضر البساتين
متهللا لتحية الشجر متضاحكا ضحك المجانين
لملاعب النسمات والزهر
وفي الهواء حنين تذوب فيه الصخور
وللنسيم حديث على المروج يدور
وللأزاهر فكر يرويه عنها العبير


وقد كان للشاعر الاهتمام الأكثر في كتابة الشعر القصصي دون غيره من الشعراء. فشاعريته فتحت
لنا آفاقا جديدة في عالم الشعر العربي. حيث كان الشعر لديه متنفسا للتعبير عن أحاسيسه الانسانية
وعاطفته الجياشة لبنى الانسان.
وبحزن عميق يروق لك ان تسمعه وهو يتلو الآبيات التالية:

فجعت فؤادي يازمان بخطبها فليتك مرزوء الفؤاد بأفجع
عروس لعام لم يتم صرعتها ولو شئت لم تضرب بأمضى وأقطع
فبات على مهد الضنى مالجفنها هجوع ولا جفني يقر بمهجع
وكانت ربيعا لي فأقوت مرابعي من الزهر والشدو الرخيم المرجع


- هذه الأبيات السابقة يروي فيها قصة العوادة المتسولة التي ماتت بعد عام من زواجها ، وكانت
القصيدة تحمل عنوان (وفاء) وان مثل هذا الشعر يتم عن شعور صادق بالمشاركة في السراء والحزن ،
وقد كتب في ذلك المجال كثيرا ...... (الجنين الشهيد) و(المنتحر) و (الطفل الظاهر)

على النقيض من ذلك هناك جانب آخر يتمتع به الشاعر هو نواح مشرقه مستملحة أجاد فيها زوح المرح
من حيث الدعا به الحقيقة الراقية كقصة (إن من البيان لسحرا) وهي تحكي قصة شاعر عذب الحديث ،
ساحر البيان .نهيت الفتيات عن الاستماع اليه ، لكنهن لم يعبأن بالنهي وانسللن اليه خفية فأخذ يقص
عليهن من القصص ماسحر البابهن وأوقعهن في اسر بيانه حين قال:

سر العذارى مبنى عن شاعر للحي زائر
فقصدته وسخرن من زجر الأميمات الزواجر
فوجدته رجلا مليحا خلقه حسن الظواهر
لاشي يفتضح النهي فيه كما أدعت النواهر
فسألته إنشاد شتى من بدائعه الحواضر
فأطاعهن ومن ترى يعصي الجميلات الأوامر
فعقدن فيما حوله عقدا فريدا من جواهر
وتناول الرجل الرباب وفكره في الغيب ناظر
وآثار في الأوتار تغريدا كأن العود طائر


إضافة إلى شعر مطران الوجداني هناك أيضاً الشعر التاريخي والاجتماعي ، ومن أشهر قصائده في
هذا الموضوع " نيرون " و " فتاة الجبل الأسود " ومقتل بزرجمهر وفيها يتحدث عن كسرى وطغيانه وكيف
أن تخاذل شعبه وجهله هو الذي أعطاه القوة ليفعل ما يريد :

ما كان كسرى إذ طغى في قومه إلا لمـا خلقـوا بـه فقـالا
والجهل دائر قـد تقـادم عهـده في العالمين ولايزال عضالا
لكن خفض الأكثرين جناحـهـم رفع الملوك وسود الأبـطالا





//



[ هَذه مُجمعَة / عَلى عَجَل (: / وَ العَودَات لِـ بعضِ رَوائِعه ]


 

التوقيع

أعرفُ أنني أمضي إلى ما لستُ أعرفُ *


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وَرْد عسيري غير متصل   رد مع اقتباس