منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قصيدة أحببتها
الموضوع: قصيدة أحببتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-06-2018, 10:33 PM   #126
رشاد العسال
( كاتب )

افتراضي


أنا وليلى لـ حسن المرواني.

دَعْ عَنكَ لَوْميْ وَ أعزفْ عَنْ مَلامَاتيْ
إنيْ هَويتُ سَريعاً مِنْ مُعَانَاتيْ
دينيْ الغَرَامُ وَ دَارُ العِشقِ مَمْلَكتيْ
قَيسٌ أنَا وَ كِتابُ الشِعْرِ تَوْرَاتيْ
مَا حَرمَ اللهُ حُباً فِيْ شَريعَتِهِ
بَلْ بَارَكَ اللهُ أحلامِيْ البَريئَاتِ
أنَا لَمِنْ طِينَةٍ وَ اللهُ أودَعَهَا
رُوحَاً تَرِفُ بهَا عَذبُ المُناجَاةِ
دَعِ العِقَابَ وَ لا تَعْذلْ بِفَاتِنَةٍ
مَا كَانَ قَلبِيْ نَحيتٌ من حِجَارَاتِ
إنّيْ بِغَيْرِ الحُبِ أخشابُ يابسةٌ
اني بغيرِ الهَوَى اشباهُ أمواتِ
إنّي لَفيْ بَلدةٍ أمسَى بسيرها
ثَوبُ الشَريعةِ في مخرق عاداتي
يا للتعاسة من دعوى مدينتنا
فيها يعد الهوى كبرى الخطيئاتِ
نبض القلوب مورق عن قداستها
تسمع فيها أحاديث أقوال الخرافاتِ
عبارةٌ عُلِقَتْ في كل منعطفٍ
أعوذ بالله من تلك الحماقات
عشقُ البناتِ حرامٌ في مدينتنا
عشق البناتِ طريقٌ للغواياتِ
إيّاك أن تلتقي يوما بأمرأةٍ
اياك اياك أن تغري الحبيباتِ
إن الصبابةَ عارٌ في مدينتنا
فكيف لو كان حبي للأميراتِ؟
سمراءُ ما كان حزنيْ عُمراً أبددُهُ
ولكني عاشق ٌو الحبُ مأساتيْ
الصبح أهدى الى لأزهارِ قبلتَهُ
والعلقمُ المرقدُ أمسى بكاساتيْ
يا قبلةُ الحبِ يا من جئت أنشدُها
شعراً لعل الهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهار روحي و هي يابسة
ماتت أغاني الهوى ماتت حكاياتي
ماتت بمحراب عينيك ابتهالاتي
واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي
ليلى وما أثمرت شيئا نداءاتي
أنا الذي ضاع لي عامان من عمري
وباركت وهمي وصدقت افتراضاتي
عامان ما لاف لي لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
أعتق الحب في قلبي و أعصره
فأرشف الهم في مغبر كاساتي
وأودع الورد أتعابي و أزرعه
فيورق شوكا ينمو في حشاشاتِ
ما ضر لو عانق النيروز غاباتي
أو صافح الظل أوراقي الحزيناتِ
ما ضر لو أنّ كفًا منك جاءتنا
بحقد تنفض آلامي المريراتِ
سنينٌ تسعٌ مضتْ و الأحزانُ تسحقُنيْ
ومِتُ حتى تناستني صباباتيْ
تسعٌ على مركبِ الأشواقِ في سفرٍ
والريح تعصف في عنفٍ شراعاتِ
طال انتظاري متى كركوك تفتح لي
دربا اليها فأطفي نار اّهاتي
متى ستوصلني كركوك قافلتي
متى ترفرف يا عشاق راياتي
غدا سأذبح أحزاني و أدفنها
غدا سأطلق أنغامي الضحوكاتِ
ولكن نعتني للعشاق قاتلتي
اذا أعقبت فرحي شلال حيراتِ
فعدت أحمل نعش الحب مكتئبا
أمضي البوادي واسماري قصيداتي
ممزق أنا لا جاه و لا ترف
يغريك فيّ فخليني لآهاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها
لسال منها نزيف من جراحاتي
كل القناديل عذبٌ نورُها
وأنا تظل تشكو نضوب الزيت مشكاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي...
ولكن عسر الحال مأساتي
فليمضغ اليأس امالي التي يبست
وليغرق الموج يا ليلى بضاعاتي
أمشي و أضحك يا ليلى مكابرةً
علي أخبي عن الناس احتضاراتيْ
لا الناسُ تعرف ما خطبي فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتيْ
لامو أفتتاني بزرقاء العيون
ولو رأوا جمال عينيك ما لاموا افتتاناتي
لو لم يكن أجمل الألوان أزرقها
ما أختاره الله لون للسماواتِ
يرسو بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح اذا شاء ابتساماتي
عندي أحاديث حزن كيف أسطرها
تضيق ذرعا بي أو في عباراتي
ينزلُ من حرقتي الدمع فأسألهُ
لمن أبث تباريحي المريضاتِ
معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أمليْ
لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ
وجئت أبحث في عينيك عن ذاتيْ
وجئت أحضانك الخضراء منتشياً
كالطفل أحمل أحلامي البريئاتِ
أتيت أحمل في كفي أغنيةً
أجترها كلما طالت مسافاتيْ
حتى اذا انبلجت عيناك في أفقٍ
وطرز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ
غرست كفك تجتثين أوردتيْ
وتسحقين بلا رفق مسراتيْ
واغربتاه...مضاعٌ هاجرتْ سفني عني
وما أبحرت منها شراعاتيْ
نفيتُ وأستوطنَ الأغرابُ في بلديْ
ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ و في كذبٍ؟
أم غرك البهرج الخداع ..مولاتي؟
توغلي يا رماحَ الحقدِ في جسدي
ومزقي ما تبقى من حشاشاتي
فراشةٌ جئتُ ألقي كحل أجنحتي
لديك فأحترقت ظلماً جناحاتي
أصيح والسيف مزروع بخاصرتي
والغدر حطم امالي العريضاتِ
هل ينمحي طيفك السحري من خلدي؟
وهل ستشرق عن صبح وجناتي؟
ها أنت ايضا كيف السبيل الى أهلي؟
ودونهم قفر المفازات
كتبت في كوكب المريخ لافتةً
أشكو بها الطائر المحزون اهاتي
وأنت أيضا ألا تبتْ يداكِ
اذا اثرت قتلي واستعذبت أناتي
من لي بحذف اسمك الشفاف من لغتي
إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي

 

التوقيع








لا تلمس يداكِ مقابري،
ولا تطأ قدماكِ ثراها.









رشاد العسال غير متصل   رد مع اقتباس