منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [..صاحبي، ما عاد يغريني الحنين.!..]
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2011, 08:39 PM   #1
جميلة الراشد
( كاتبة )

افتراضي [..صاحبي، ما عاد يغريني الحنين.!..]


صاحبي، ما عاد يغريني الحنين.!
موجوعٌ كل صبري، فَلَا زالت الأسعَاف ترتجف.!
:
:
يَا صَاحِب القَلب:
كنتُ غِنَاءً يستقبلُ الغيم طفلًا، أَحملُ إلَى شاطِئ عيْنَيْكَ مَاءُ البيَاض، و زُرْقَة البَحْر، فأَوْجَدْتَني فيكَ اضْطِرَابًا لَا يَرَى غيرَ كوَابيسَ تخنقَه مثلُ نارٍ
تَصْلي بهِ محبَّتِي،.!
:
:
يَا صَاحِب الوَجَع العَظِيم:
وَيْحَ هذَا المَسَاء، إِذْ حَمَل جَزَعِي بكَ، و أفقَدَني لِسَانِي حتَّى صَيَّرني ثَكْلَى تُرْسِلُ الدَّمع و تنتهتي أنَّاتها دونَ ترْجمَان.!

جَعَلتُكَ يَا لَصِيق الرُّوح جُمُوعًا من بَشَر، و لَيالٍ قمريَّةٍ لَا يُصَادرُ منْهَا
ضِيَاء، فَمنَحْتَنِي قَفرًا يتيمًا، اجتَمَعْتُ فيهِ معَ نفسِي لِأستَشْعِر وُحْدَتي المَهِيبة،
و عَوَاطِفي الذَّلِيلَة.!
:
:
يَا صَاحِب الجَمْر و الحُرْقة فِي كَبِدِي:
أمَا أَسَرّ لكَ النديمُ فِي ليلةٍ تنزَّلَت بها الرَّحمات، أنَّ القَلب حِين يُحِب يحْفر، و أنَّ الرُّوح مَهْمَا ماجتْ بِهَا الغُرْبَة و انتَهَكَتْهَا الوُحْشَة لَا تَنسَى،
و تَظَل
تُسْرِفُ في الوَفَاءِ و يقْضِمُ الحنين مَا تَبَقَّى من صبْرٍ عَظيم.!
:
:
يا صَاحِبُ الحُلم و الصَدَى الموبُوء:
هلْ ترَى سيظل الحُلم مبْصِرًا يُدْرِك خبَايَا أرْوَاحنَا؟، أمْ أنَّه سينتَهِي بنَا إلَى نجْمٍ هَرِمٍ، يسيرُ نحو العتمَة ببطءٍ مخِيف؟!

هلْ كَان الفَجر الذي انتَظَرْنَاه لَحْظة صِدْقٍ، بعيْدًا عنْ وَشْوَشَات الحلُم المشْتَهَى؟!

:
:
آهٍ أقُولهَا فَامنَحْنِي صِدْقًا.!
لِأرَانِي نخْلة لَا تخَبِئ هَامَتِي خَيْمَة، و لَا في لَهْفَةِ روحِي أجَاورُ ثورة المَوجِ
لِأُوَارَى.!

:
:
يَا صَاحِبِي:
لَمْ أكُنْ أَعْلَمُ أَنَّ الدرْب بيني و بينُك باتِّسَاعِ البحر، و بحلكَةِ المحاق، لَا أرَى جُذور الصَرَاحة تهَدْهِدُ الرُوح لِيظَلِّلُها نسيمٌ من الارتيَاحِ كثيف.!

لَا عُذر لكْ، فالسفِينُ آتٍ قبل أنْ تذُوب شمسُ الحِجاز، فلْتُقَاسِمْني لِقَاء عُمْرُهُ
" مَا ضَيَّعَكْ " .!!!


صَاحِبي..
إنِّي أُكَابِر...
مَا عَادَ يغْرِينِي الحَنين.!!!


جميلة بنت عيسى الرَّاشِد.

 

جميلة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس