منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قراءة في قصة انسان مسكين لخلف المشعان !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2006, 03:55 AM   #3
عيد المطرفي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عيد المطرفي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عيد المطرفي غير متواجد حاليا

افتراضي


"
"

أما من الناحية الصوتية فقد أبدع الشاعر أيما ابداع في توظيف كل لفظة صوتية ، وكل (فونيمات النص) تحمل دلالة معبرة عن مشاعر الشاعر وقت روايته، إذ يبدأ النص بقوله:
"بـــــ / حـــ / كــــي" وحرف الباء حرف شفوي يناسب بداية الحكاية التي فاهت بها شفتا الشاعر//الحاكي .. ليأتي بعدها حرف الحاء وحرف الحاء حرف حلقي يدل على الصعوبة وينحبس معه الهواء والنفس حال نطقه ، وما ذلك إلا دلالة على نفسية الشاعر وهو يروي القصة//الغصّة .. تأتي بعدها كلمة .. قصّة ؛ بتشديد الصاد ولا تخفى دلالة التشديد الصوتية التي تعكس الشدة وبلوغ أقصى الغاية في الشدة .
وأكثر الشاعر من الحروف الحلقية ( ح ، ع ، ء ، ...) وكذلك التشديد .. وكلها أحرف ينحبس فيها الهواء داخل الرئتين حال نطقها فتعكس الشدة حسب التشريح الفيزولوجي ، يكاد معها ناطقها أن ينفجر لولا أن الشاعر أحسن اختيار حرف ( التأسيس) في قافيته ، وهو حرف المد- الألف- ، خو/ا/ته ، وص/ا/ته . ... الخ قوافي القصيدة .
ومع حسن اختيار التأسيس ، برع الشاعر في استخدام أحرف المد والتسهيل والتأوه لتعطي الحاكي//الشاعر فرصة التنفيس من الحروف الصعبة التي أحسن وأجاد استخدامها في حكاية القصة ووصفها .
بقي أن نذكر قضيتين مهمتين وهما :
أولا : التناسب الصوتي إذ نلحظه في .. حرف السين في انـــ/ سـ / ــــان مـــ/ س /ـــكين.
وكذلك الألف للتنفيس انســــــــــــــــ/ا/ن والياء في مسكـــــــــــ/ ـيــ /ـــن .
ولا يخلو أي بيت في القصيدة من تناسب صوتي لولا الإطالة لذكرناه، و من حرف مد أو تسهيل ، ليكون هناك مجال للتأوه الذي قد يكون كالزفرة الرائبة على كبد صاحبها .
وثانيا : أن الشاعر استنبأ جمهوره حينما قام بدوره وحكى القصة عندما قال : باول حياته جرب الشين وسكت ليكمل الجمهور بقية الشطر بكلمة (الزين) ، استكمالا للمفارقات داخل القصة // القصيدة... وكان رده معاكسا للحالة التي قالها المستمعون وتتطلبها المفارقة لتكون .. جرب الشين والشين .. أيضا ... ويعقبها الشاعر باستفهام انكاري على من أكمل الشطر بــ(الزين) . بقوله: هو فيه زين يجربه في حياته ؟!!
ليعود بعدها مقررا ويعيد البيت ليقرر مستمعه بأنه لا يوجد (زين) يجربه (حسين) ولذلك تعمدت أن أجعله في بيتين على الصورة التي كتبتها في بداية الدراسة .
والآن إليك قارئ الكريم القصيدة بعدد الذوات المضمرة والبارزة فيها :



بحكي لكم قصه عـن انسـان مسكيـن
ربـا 1 يتيـم وكـان2 رابـع خواتـه
ابوه3مـات ولاتـرك4 لامهـم5 شيـن
ماغير رحمـة ربهـم6 فـي وصاتـه
وعاشوا7 على شغل امهـم8 بالفساتيـن
ويا حسين أ ود الثوب ياحسين ب هاتـه
باول حياته9 جرب10 الشيـن والشيـن
مافيـه زيـن يجربـه11 فـي حياتـه
ان راح12 يلعب 13 عيروه14 الوراعين
واذا رجع15 للبيـت مـو مـن حلاتـه
يسمع16 كلام امه عـن الفقـر والديـن
ويضيق فيه17 الكـون باربـع جهاتـه
يعني بنـت مستقبلـه18 دمعـة العيـن
ما عاد تفرق عن حياتـه19 مماتـه20
كبر21 وصار22 اكبر ***** دكاكيـن
يسمـع23 بفقـر الذيـب والا غنـاتـه
لين كفشوه24 وصار لـه اربـع سنيـن
يدعي 25 لرب البيـت بآخـر صلاتـه
يـارب تشملنـي 26 بعفـو المساجيـن
وتفرج عن اللـي يرتجنّـه 28 خواتـه



أخيرا : لقد امتعنا الشاعر خلف المشعان بهذا النص الرائع والآن ندعوه لحفل زفاف النص إلى قارئه .

 

عيد المطرفي غير متصل   رد مع اقتباس