كانت الطريق حالكة والاشجار يابسة تتحرك اعاليها في سكينة الليل وكان المارة قليلين ومن بعيد من خصاص نافذة كان يلمع بصيص ضوء يبدد بصعوبة الظلام وكان المنحدر الجبلي الوحيد يبدوكرأس تنين ضخم يسد الافق وكانت اضواء السيارات الهابطة وسط الطريق بين فينة واخرى تغطي مساحة الطريق المقفرة بشيء من البهجة الا انها لا تدوم واذ يممت الى المحطات الفرعية على جانبي الطريق فان اصحابها يشكون الضجر وقلة العمالة ويبتسمون للمارين بسخرية وكلما وقفت قاطرة هرعوا اليها..
كان قادما من بعيد بسيارته الكبيرة الجديدة يحمل بضاعة مهربة كان يشعر بالجوع لذا كان يمني نفسه بالوقوف في اقرب مطعم ويشرب ويدخن ثم يواصل رحلته.. كانت في الطريق تشققات كثيرة وكان بها خوف ورهبة فبالرغم من السكينة الا ان الامور قد تاتي بالعكس ..
اخيرا اركن سيارته ودخل المطعم كان يبدو منهكا جلس بتهالك على المقعد وبدأ يأكل ويشرب ويدخن لدرجة انه نسى سيارته
وفي هذا الوقت صعد على متنها الجائعون ونهبوا محتوياتها من البضائع المهربة
عندما وقف امام سيارته هاله الموقف فلم يبق بها شيء من البضائع
فرح جدا فقد كانت امنيته بان لايسال في نقاط التفتيش
واذ ذاك كان يسير فرحا في طريق محفوفة بالخطر .. لكنها تمنحه حلم بطريق ما..