****
ساعات طويلة قضاها الجميع حتى وصلوا إلى الجامعة وما أن دخلت نوف إلى الجامعة
حتى أخذت تسأل عن مكتب مديرة الجامعة فقد أضمرت في نفسها أمرا آخر
دخلت نوف مباشرة إلى مديرة الجامعة ووقفت عند باب الإدارة بيدها الملف
*****
نوف :السلام عليكم
المديرة :وعليكم السلام
يابنتي القبول والتسجيل في الجهة الثانية
نوف: وقد تلعثمت كلماتها مممكن كلللمة لو سمحتي
المديرة : تفضلي يابنتي
****
دخلت نوف وأغلقت الباب
ولم تتقدم خطوات حتى جثت بركبتيها على الأرض قبل أن تصل إلى مكتب المديرة
***
فهرعت المديرة نحوها مسرعةً
***
المديرة:سلاماات يابنتي عسى خير وش فيك
رفعت المديرة رأس نوف وإذ بها ترى نوفا وقد انهمرت عيناها بالدموع
المديرة : يابنتي اذكري ربك وقولي لي وش فيك عسى خير
****
انهارت نفسية نوف فأصبحت عاجزة عن الكلاام
فأخذت المديرة تعضدها حتى أجلستها على الكرسي
***
المديرة :يابنتي أنا مثل أمك تكلمي وش صاير لك
المديرة : تفضلي اشربي الماء بيخفف من توترك
***
دقايق استطاعت بعدها نوف أن تسيطر على نفسها هاهي تستنشق
الهواء بكل قوتها فتخرج زفراته بقوة هائلة
لعل ما احترق بداخلها يخرج بلاعودة
فتصبح قادرة على البوح بأمرها لمديرة الجامعة
المديرة :يابنتي ريحي قلبي وتكلمي وش فيك ترى أنا مثل أمك
وثقي بالله لن أتأخر عنك أبدااا فيما أقدر عليه
نوف :يااا دكتورة أنا ظروفي وظروف عائلتي صعبة بالمرررة
أنا أكبر أخواني أنا أمل أبوي بعد الله أنا حلمه أنا سعادته اللي يرتجيها من سنين
والله يا دكتورة إن حياتنا من يوم قمنا كلها فقر وبؤس
أبوي وأمي بنتظرون اليوم اللي
أغير فيه وضعهم السيء
*****
وتعود نوف للبكاء مرة أخرى
*****
المديرة: ليه كذا يابنتي ليه البكاء قطعتي قلبي الله يهديك
***
وتُكمل نوف حديثها
***
نوف :والله أبكي يوم أتذكر فرحة أبوي وأمي بنجاحي
وأخاف إن هالفرحة تموت هاليوم
المديرة :ليه تموت هاليوم من أيش خايفة
نوف: أخاف إن مصيري يكون مثل مصير ولد عمي نواف وما أنقبل في الجامعة
المديرة :لابإذن الله مايكون إلا كل خير أشوف ملفك
نوف :تفضلي
المديرة( وهي تقلب صفحات الملف) : ماشاء الله
يانوف جايبه هالتقدير وخايفة
لا ومسوية بنفسك كذا من اليوم
أبشرك القبول بيشملك وأنا اللي بكمل إجرآت التسجيل بنفسي
وانت ارجعي لبيتك وبشري والديك
نوف بفرح وبهجة
ياكتورة أنا انقبلت أنا انقبلت
***
المديرة:و نعم بإذن الله إنك من ضمن المقبولات في هذي السنة
****
خرجت نوف وهي تردد بلاشعور
دعوات من قلب صادق لتلك المديرة الفاضلة
وقفت المديرة في تلك اللحظة تودعها تنظر إليها بنظراتٍ
يغلبها الحزن جراء ما رأت من هذه الفتاة المحترقة
وأخذت تشكر الله على أن يسرلهامساعدتها
****
عادت نوف إلى سيارة عائلتها فأطلق الجميع على مسامعها عبارة موحدة
بشري يانوف
نوف :أبشركم تم قبولي والفضل لله وحده
***
عادت الأسرة مع ذلك الطريق الزراعي إلى قريتها
وما أن حطت رحالها حتى دخلت نوف على أبيها فرحة مسرورة فأخبرته الخبر
فرح والد نوف بهذا الخبر و ما لبث قليلا بعد ذلك
حتى أطرق رأسه إلى الأعلى وأشغل عقله في التفكير
يغطى الأسى ملامح وجهه
نوف : يبه وش فيك ساكت وش تفكر فيه
أبونوف : أبد يابنتي ما فيه إلا العافية
نوف: يبه بالله عليك قلي وش اللي شاغل بالك
أبونوف :يابنتي والله بخاطري كلااام وأخااف أَضَيِّق صدرك به
نوف: لا أبد يايبه قل اللي بخاطرك وأنا تحت أمرك
أبونوف:الجامعة وأنا أبوك بعيدة عن القرية
وأنا وضعي مثل ما أنت شايفة واخوانك صغار
من هو اللي بيوصلك ويجلس معك في المدينة
نوف : يبه لا تشيل هم بروح مع زميلاتي بناخذ لنا نقلية توصلنا
كل يوم وترجعنا
أبونوف : طيب وأنا أبوك أكيد صاحب النقلية ماهو براضي بأقل من 1000ريال
وأنت عارفه ظروفي والراتب والضمان يابنيتي مايكفي أجار السكن
ومصاريف البيت والديون اللي علي
اتركيها وأنا أبوك والعوض عند الله واللي يبقى معنا بيكفيك أنت واخوانك
***
ظلت نوف في مكانها لاحراك لها من هول ما سمعت
يصارعها الحزن تارة ويصبرها إيمانها بالله وبقضائه تارة أخرى
ثم أشارت برأسها إلى الأسفل مبينةً موافقتها على ذلك
******
تبدل حال بيت أبي نوف إلى حزن بعد تلك الفرحة التي لم تكتمل
*******
أما والدة نواف فما كادت أن تدخل على المنزل حتى انهالت
بعبارات السب والشتم على نواف أمام والده فابنة عمه
قد أصبحت أفضل منه وحققت ما عجز هو عن تحقيقه
******
أبونواف : أم نواف وش ذا الكلام وين خوفك من الله نواف ما قصر
واجتهد وجاب نتيجة زينة عيب هالكلام اللي يطلع منك
وبعدين اللي يفرح نوف وعائلتها يفرحنا جميعا ونجاح نوف نجاح لنا
****
غاادر أبو نواف ونواف منزلهما متوجهين إلى منزل والد نوف لتهنئته
بمناسبة قبول نوف في الجامعة
وما أن دخلا عليه حتى لاحظا حالا ليست بحال من قد أتاه نبأ سار
***
أبونواف : السلام عليكم
أبونوف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبونواف : كيفك اليوم يابو نوف لا الحمدلله اليوم أشوفك بصحة وعافية
ما شاء الله ,, الله يديمها عليك
أبونوف : الحمدلله الحمدلله والله لوحالتي أردى من هالحالة إني بنعمة عظيمة
ياخوك وش أكبر من نعمة الإسلام
أبونواف :إي والله صدقت الحمدلله اللي اختارنا بغير إرادتنا
من بين هالبشر الكافرة وجعلنا مسلمين وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أبونوف :إي والله الحمدلله وش بتنفعنا به الدنيا والعافية إذا متنا على مايغضب الله
أبونواف :الحمدلله ,,,بس وأنا أخوك وش فيه خاطرك متكدر وما كأن قبول نوف مفرحك
أبونوف : إيه إيــه يالله يارب إنك تعيني وتعينها
أبونواف :لاحول ولاقوة إلا بالله عسى خير وأنا أخوك عسى ماشر
أبونوف: والله يابونواف البنت قبلتها الجامعة ولكن بعد المسافة يعيقني أرافق معها
والنقلية والله ما أقدر على مصروفها
وطلبت منها إنها تهون مع إن صدري والله إنه ضايق من هالأمر
لأني حطمت فرحتها بس وش بيدي أسويه
أبونواف :لاحول ولاقوة إلا بالله والله ياخوي إن حالي ماتخفاك
وإلا كان ماقصرت معك وحيلتي
هالونيت اللي تشوفه ما أحد براكب فيه
والإ كان أخذتها وأخذت غيرها
*****
ما أن خرجت كلمات والد نواف الأخيرة ووصلت إلى سمع نواف حتى
نهض فرحا رافعا صوته من شدة فَرَحِه
نواف:لقيت الحل يايبه الحل عندي
أبونواف :هاه وأنا أبوك
أبونوف :مستبشرا ...بشر وأنا عمك
يتبع ......
