[ماجد العبدالكريم]

((الجزء الثالث))

ما أن خرجت كلمات والد نواف الأخيرة ووصلت إلى سمع نواف حتى
نهض فرحا رافعا صوته من شدة فَرَحِه

نواف:لقيت الحل يايبه الحل عندي
أبونواف :هاه وأنا أبوك
أبونوف مستبشرا) ...بشر وأنا عمك
نواف : ليه ما ياخذ أبوي سيارة بالتقسيط ويوصل نورة وبنات الديرة
ويدفع قسطها من أجرة النقل ويتوفر معه الباقي
أبونواف : مبتسما ماشاء الله عليك يانواف تخطط لأخذ الونيت حلم إبليس في الجنة
أبونوف : والله فكرتك ممتازة ومقدور عليها الله يسعدك وأنا عمك ويشرح صدرك

ويسعدك مثل ما أسعدتني والونيت لك ماعليك من أبوك ترزق الله عليه
((خرج أبو نواف من المجلس متجها إلى غرفة نوف))

أبونواف :يانوف يانوف وينك فيه
نوف : سم ياعمي
أبونواف :على البركة وأنا عمك
نوف :الله يبارك فيك

أبونواف: شيلي هالحزن من وجهك وأبشرك أنا بااخذ سيارة وبوصلك أنت وزميلااتك
نوف وقد فاجأها الخبر) :ياعمي كيف وش قلت ؟
أبونواف :إيه وأنا عمك باخذ سيارة بالتقسيط وأوصل الطالبات عليها

والبركة في نواف هو اللي طرح هالفكرة ومن بكرة إن شاء الله

نبي نروح لأبو غالي صاحب المعرض ناخذ من عنده السيارة
نوف : الله يجزاكم كل خير ويسعدكم دينا وآخرة

******
((أبونواف ونواف في معرض أبوغالي))
أبونواف: السلام عليكم
أبوغالي: وعليكم السلام
هلا يابونواف كيفك وكيف حال أخوك بشر عسى صحته زينة
أبونواف:بخير جعلك بخير

أبوغالي :آمر يابونواف

أبونواف: ما يأمر عليك عدو بس يابوغالي أنا بغيت لي جمس

من هالسيارات النظيفة واللي سعرها ماهو بغالي
أبوغالي :كاش والا تقسيط
أبونواف (مبتسما ):لا والله تقصيد
الكاش ماني وياه
أبوغالي :طيب عندي جمس نظيف باقسطك إياه ب60ألف كل شهر 1500ريال
أبونواف : ما كأنه غالي يابوغالي

نواف:طيب كم سعره في السوق لو بعناه
أبوغالي :يصفي لكم 30ألف

أبونواف :طيب الله يهديك يابو غالي بتاخذ علينا الريال باخوه دبل

أفا والله ماهقيت إن هذا موقفك وفزعتك معي

أبوغالي: يابونواف هذا بيع وشراء وماله علاقة بالمكانة والمعزة
أبونواف: إيه بس أنت تعرف البئر وغطاه وتعرف ظروفي

أبوغالي :هذا اللي عندي
نواف: يايبه هذا اسم على مسمى
خلنا نمشي بنروح لابو سعد بإذن الله مايقصر معنا

((يقع معرض أبو سعد في الجهة المقابلة لمعرض أبوغالي وفي تلك الحظات

التي كان يخرج فيها أبونواف وولده من معرض أبو غالي
كان أبو سعد يشاهدهما)

****
أقبلا عليه

****
أبونواف :السلام عليكم
أبوسعد: وعليكم السلام

أبونواف: كيفك يابو سعد
أبوسعد: بخير جعلك بخير

أبوسعد : ياهلا والله يابو نواف هذه الساعة المباركة
أبونواف: الله يطول بعمرك يابو سعد أنا مستعجل

وأبحث لي عن سيارة نوع جمس أبيها تقسيط
أبوسعد :غريبة وش تبي بالجمس
أبونواف :والله يابو سعد بنت أخوي سجلت بالجامعة

وقلت أوصلها وآخذ بنات الديرة معها ..منها أوصلها واترزق الله
أبوسعد :الله يرزقك ويوفقك
أبونواف :آمين

أبوسعد (مبتسما) :بكم قالك أبو غالي
أبونواف :والله أبوغالي حرٍ في حلاله وسعره ماناسبني

أبوسعد :يابونواف أنت صديق عزيز علي
واللي تبيه بيصير بإذن الله
عندي جمس شاريه بــ40 ألف ولك بنفس السعر وتقسيط بعد

ادفع اللي تقدر عليه وإذا ماوجدت شئ لا ترهق نفسك
أبونواف: الله يجزاك كل خير ويبيض وجهك بس لابد تستفيد يابوسعد مثلك مثل غيرك
أبوسعد :يابونواف تدري اللي أبيه منك وش هو

أبونواف: آمر يابوسعد
أبوسعد :أنت بتصير مسافر كل يوم إن شاء الله

أبيك تدعي لي كلما رحت وكلما رجعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول دعاء المسافر مستجاب وبعدين حتى البنات

وصهن يدعن لي أنا أبي جزاي هالدعوات وإن شاء الله

إن الله يكتب لي أجر مايجيك على هالجمس
يابونواف وافق ولاتحرمني هالأجر وأنا أخوك
أبونواف :الله يجزاك خير يابو سعد وأسأل المولى عزوجل

أن يفرج عنك كرب يوم القيامة ويزيدك من نعيمه
وأبشر بالدعاء كل صبح وكل مساء والله يقبل منا ومنك
أبوسعد: آمين ,,,آمين

******

بدأ العام الدارسي وواصل أبونواف مشواره اليومي حاملا معه نوف

ورفيقاتها إلى تلك الجامعة
يغدو بهن صبحا مع صلاة الفجر و يعود بهن قبيل غروب الشمس
****
أما نواف فلم يترك باب أمل إلا وطرقه
فمن القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص
حتى بلغ به اليأس مبلغه
فلجأ إلى ربه صادقا في التوكل عليه
يغدو بين شوارع القرية من الصباح حتى صلاة العشاء
يبحث عن أي عابرٍ يوصله إلى أي مكان يريده
قريبا كان أم بعيدا وبأي مبلغ يُدفع إليه

******
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة


وبينما نواف قد أعياه الجوع والتعب مستمر في إيصال مشواره الأخير
منهياً بذلك عمل يوم شاق كانت حصيلته اثنا عشر مشوارا
كانت ثمرتها 60 ريالا

****
وإذا بصوت جرس هاتفه يعلو

****
نواف: هلا يمه هلا بأمي هلا بحياتي كلها
أم نواف : كيفك وأنا أمك
نواف: بخير والحمد لله
بشر عسى ماتعبت وأنا أمك ...عساك تغديت اليوم
نواف : أبشرك يمه بخير وبعافية وأبشرك الرزق وااجد والحمدلله

لا تشيلين هم ,,, بخير دامك أنت والوالد بخير
ودعواتكم مستمرة
أم نواف: الله يوفقك الله يفتح لك باب من عنده ويرزقك ويغنيك عن خلقه
نواف : يمه بشريني كيف صحتك والوالد بشريني عنه عساه بخير
أم نواف : بخير الحمد لله وأبوك وصل قبل المغرب وصلى العشاء

ونام الله يعينه وراه مشوار بكرة
بس نو
نواف: بس ايش يمه وش فيك سكتي نوره فيها شئ
أم نواف : مافيها إلا العافية بس وأنا أمك زوجها اليوم زارنا وضربها

والمسكينة الحمل تاعبها ومن الصبح ما أكلت شئ وعجزت معها

حتى ولدها عبدالله ماهي بصوبه
نواف : لاحول ولاقوة إلا بالله يالله رب إنك تعينا على هالمصيبة ..خلاص

يمه كلها ساعة وبإذن الله أكون عندكم
***
أخذ نواف يفكر في وضع أخته نوره ما عساه أن يفعل
ثم توجه إلى أحد المطاعم

(دخول نوف على المحاسب)

نواف :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المحاسب :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نواف :وش عندكم

المحاسب: مشويات - إيدامات -
نواف :طيب عطني حبتين دجاج على الفحم مع الرز وعطني علبة سفن أب حجم كبير

المحاسب: إن شاء الله ولكن أولا الحساب
نواف: كم

المحاسب: 60 ريالا
نواف :كيف ..كم قلت؟!

المحاسب: مثل ماسمعت أنت أول مرة تدخل مطعم
نواف: إي والله أول مرة أدخل مطعم
بس وش ذا الغلااا حبتين مع الرز بــ 60 ريال
تدري وش معنى 60 ريال هذي من الصبح إلى قبل شوي

وأنا أجمع فيها بعد عنااء ومشقة وآخرتها قيمة وجبة واحدة
المحاسب: لوسمحت لاترفع صوتك علي
نواف : ليه الجشع ذا مافي قلوبكم أي رحمة

بس شغالين رفع أسعار على كيفكم ماكأن وراكم أحد يحاسبكم

******
احتد النقاش بين نواف والمحاسب فتقدم نحوهما رجل كان يرقب الحدث من بعيد

تقدم الرجل إلى نواف وحاول ابعاده عن المحاسب

الرجل : ياولدي هد أعصابك وتعوذ من إبليس وش فيك على الرجال
نواف :ياعم فكني الله يرحم والديك هالناس مافيهم خير ولاهمهم المواطن أبد

الرجل : ياولدي الله يهديك ترى الأمر ما يستاهل الدعوة سهالة والرجال مامنه خطأ
نواف : أعوذ بالله من إبليس إي والله مامنه خطأ

الخطأ من وزير التجارة اللي متربع في مكتبه ومرفه نفسه بالملااايين
ومافكر في يوم من الأيام إنه ينزل للسوق

ويشوف بعينه كيف الوضع اللي يعيشه المواطن
مافكر يوم يمر محل ملابس إو تغذية
ويسأل موظفينه هل الأسعار فيها مبالغة أم أنها مناسبة للتاجر والمواطن
بالله ياعم كيف تبي واحد طول عمره ماناقصه شئ يشعر بحال غيره

ولا يهتم بأمرهم والا هو على باله إن الناس كلهم مثله أغنيااء

الرجل: ياولدي وسع صدرك وحساب العشاء علي
نواف :لا أبد والله ماتدفع شئ ,,وبيض الله وجهك

الرجل: طيب مادامك حلفت عن العشاء والله يمين إنك لتأخذ هالفلوس

نواف :ياعم الله يعافيك يمين بالله كأنك تهيني بهالتصرف اعذرني
الرجل :ياولدي اعتبرها سلف وعظم اليمين اللي حلفت بها
نواف : أجل أمري لله ...بس تراها سلف

الرجل : إيه سلف وتردها من يسر إن شاء الله
نواف :ماعرفتني على نفسك ياعم
الرجل :أنا أبو صالح مدير مدرسة شعيب الهموم

وأبيك تمرني بكرة إن شاء الله أبيك بموضوع في صالحك
نواف :أبشر ياعم
****
ذهب نواف إلى المنزل حاملاا معه عشاء كان ثمنه عناء يوم كامل

*****
دخل المنزل فقابلته والدته

*****
أم نواف :هلا باوليدي يالله إنك تحفظه
نواف :السلام عليكم هلا يمه

أم نواف :وعليكم السلام
نواف: يمه هذا العشاء صحي أبوي
واخواني الصغار وخليهم يتعشون
وخلي لنورة عشاء
أم نواف :وأنت يابعدي
نواف: لا يمه أنا تعبان ما أبي شئ ودي أنام
أم نواف :لا والله ياوليدي والله لتأكل معنا
***
وضعت أم نواف العشاء لنواف ووالده وأخوته فما أن تناول عدة لقمات

حتى نظر إلى أخوته وطريقة أكلهم السريعة بسبب شدة البرد والجوع


فآثر أخوته على نفسه فكف يده وتوجه إلى غرفته حامدا شاكرا لربه
****
دخل نواف غرفته وتوجه إلى نافذة الغرفة لكي يغلقها
وأخذ يتأمل فرحة والداه وإخوته بذلك الطعام

أخذ نواف ينظر إليهم مبتهجا من سعادتهم
يشكر الله ويثني عليه أن هداه إلى هذا
****
أوى نواف إلى فراشه لينام نوما عميقا
ثم استيقظ قبل صلاة الفجر فتوضأ وقام يصلي يدعو الله ويسأله من فضله

فهو الإله الذي لا إله إلا هو لا يعجره شئ لا في السموات ولافي الأرض
صلى نواف صلاة الفجر مع الجماعة ثم انطلق في أرض الله يبحث عن رزقه
وما أن أشارت الساعة إلى 8 صباحا
حتى توجه إلى مدرسة (شعيب الهموم) ليلتفي بمدير المدرسة فهو على موعد معه

نواف : السلام عليكم
المدير: وعليكم السلام هلا ياولدي مرحبا بك نفضل

****
المدير: ماعرفتني باسمك ياولدي
نواف : معك نواف طال عمرك
المدير: طيب يانواف أنا ماودي أحرجك بشئ ولكن أنا أبيك تعتبرني

مثل والدك وتشرح لي وضعك

وثق إن ما أسمع منك سيكون سرا,, ولن يطلع عليه أحد أبداا
ولن أتردد عن أي شئ أستطيعه
نواف : الله يعطيك العافية وموقفك البارحة معي ومساعدتك

تدل على طيبة قلبك وحبك للخير ومساعدة الناس
المدير :أبد ماسويت شئ ياولدي
نواف :يابو صالح أنا نشأت ....

****
قص نواف على المدير وضعه ووضع أسرته بالكامل

المدير : الله يعينك الله يعينكم
طيب اسمع يانواف أنا عندي وظيفة على بند الأجور

عبارة عن مراسل للمدرسة يعني

عملك تودي ملفات إلى إدارة التعليم والبريد وطبعا على سيارتك
وراتبها 1550 بالبدلات
والعلاوة السنوية 85ريال
نواف :يابوصالح الراتب ذا وش يسوي والله ما يسوي شئ في هالزمن
حتى العلاوة يبي لي أخدم قرابة 18سنة حتى يصل الراتب 3000ريال
يابوصالح كيف أبني لي سكن ولأهلي أو أجمع مهر زواجي من 1500ريال بالشهر

وأنت تعرف فواتير الكهرباء وأسعار وايتات الماء وارتفاع أسعار المعيشة
***
قاطع المدير حديث نواف

***
المدير :يانواف أنا مقدر الوضع وعارف كل شئ ولكن
أنت استمر على وضعك اللي أنت عليه

وإذا احتجناك اتصلنا عليك وكلها ساعة زمن توصل فيها

معاملات المدرسة وبعدها ارجع لمشاويرك
نواف :طيب أجل تم
المدير : إلا يانواف ليه ماتكمل دراستك بعد
نواف: (وقد علت وجه ابتسامة عريضة) والله يابوصالح صار لي ثلاث سنين

وكل سنة أقدم عليهم ما انقبلت
المدير: طيب سجل انتساب
نواف المشكلة ياعم لازم أدفع 3000ريال كل ترم والحال مثل ماقلت لك
المدير: أقول يانواف سجل واعتبر المبلغ مدفوع
نواف :كيف مدفوع
المدير : أنا بتكفل بدفع الفلوس وبسجلها عليك دين
والله يوسع عليك متى ماتخرجت وتوظفت ردها لي ولو إني أجزم إنك بتزعل

مني لو قلت لك تراها هدية كان ماقلت سلف
نواف :الله يسلمك ويجزاك كل خير
نواف :أجل خلاص يابو صالح بجهز ملف الوظيفة والجامعة بكرة إن شاء الله

المدير: خلاص الله ييسر اللي فيه خير لك
نواف: مع السلامة

المدير: لحظة يانواف
نواف: آمر يابوصالح

المدير:بالنسبة لوضع اختك وزوجها المدمن حاول
تهتم فيها ترى زوجات المدمنين

في وضع مأساوي للغاية ترى يتعرضن للمواقف سيئة ومحزنة بدرجة ماتتصور
ترى زوجة المدمن حياتها كلها خوف وعذاب وإهانة
لذلك حاول إنك تدخل السرور عليها ترى مالها بعد الله إلا أنت وبعدين بنسبة لزوجك أختك

حاول تجلس معه وتقنعه بالذهاب لمستشفى الأمل لعل الله أن يشفيه مما أصابه
نواف: الله يجزاك كل خير وأشكرك على اهتمامك وإن شاء الله بسوي اللي قلت لي عليه

******
خرج نواف من تلك المدرسة يردد الشكر لله على تيسيره ورزقه له
وأخذ يفكر في موضوع أخته نورة
,,,
قرر نواف أن يشتري بذلك المبلغ الذي قدمه أبو صالح له
في المطعم هدية لها
فمال الدنيا مهما كانت الحاجة إليه لا يقارن بتلك الفرحة
التي ستكون على محيا أخته المسكينة
ذهب نواف إلى إحدى محلات الذهب واشترى هدية لأخته
ثم ذهب إلى المنزل
دخل نواف المنزل وأخذ يطرق باب غرفة أخته نورة

******

نورة: مين
نواف: أنا نواف يانورة افتحي الباب
نورة: دقيقة وجايتك
**
فتحت نورة الباب هلا نواف

**
نواف: السلام عليكم
نورة :وعليكم السلام تفضل نواف ادخل
دخل نواف وأخذ يتجاذب الحديث مع أخته ويحكي لها مواقفه المضحكة
التي يتعرض لها يوميا مع (الركاب)
هادفا من ذلك إلى ادخال البسمة عليها
**
تبتسم نورة وتضحك مجبرة
بسبب طرفة تلك المواقف
نواف :المهم وأنا أخوك قبل لأمشي في خاطري كلام أبيك تسمعينه
نورة :آمر يانواف
نواف: نورة أنت كبيرة وعاقلة وتعرفين إن هالحياة كلها كدر

وإن ماعند الله هو الخير اللي يجب أن نحرص عليه
لذلك ما أبيك وأنا أخوك تتضايقين من جلوسك معنا هنا

أو تعترضين على أقدار الله
أبيك تصبرين وتدركين إن هالصبر له أجر عظيم عند الله

يوم القيامة فأجره بغير حساب
وبعدين وأنا أخوك لايجيك اليأس الجئي إلى الله في آخر الليل

واسأليه أن يهدي زوجك ويبدل حالكم إلى سعادة وخير
نورة: آهـ يانواف لاتلومني ياخوك والله إني شفت الشقاء بعينه وذقت في هالحياة

ما مرارته أشد من المر ولكن الأمل بالله باقي

نواف :المهم وأنا أخوك أنا بحاول إني أقنع خالد بالذهاب إلى مستشفى الأمل

ياكثر الناس اللي راحوا له وخرجوا بفضل الله مافيهم شئ أعرف واحد منهم

اسمه يوسف الصالح من الشرقية تاب وتعافى والآن من أهل الخير والصلاح
الدولة ماهي مقصرة تحاول تردهم لصوابهم والأمل بالله كبير
ولكن ادعي له خاصة في كل يوم تصومين فيه وفي آخر الليل لعل الله أن يستجيب لك
نورة :يالله مايعجز عليك شئ رد علي خالد وهو معافى مما أصابه
نواف :نورة تفضلي

نورة :وش ذا اللي في الكيس
نواف: هذي هدية لك

نورة: هدية ...الله يجزاك كل خير بس ليه كلفت على نفسك يا اخوي
نواف :لا كلافة ولاشئ أبد وتستاهلين أكثر
****
خرج نواف وترك أخته نورة في سرور وفرح بسبب تلك الهدية
أخذت نورة تقلب تلك الهدية وهي تستعرض معها

شريط حياتها فهذه الهدية هي أول هدية في تتلقاها في حياتها
فلم يقدم لها زوجها أو أحد من أقاربها مثل ذلك
لقد تركت هدية نواف أثرا عظيما في نفس أخته فقد

خفت أحزانها وانتشرت نسمات السعادة في أعماقها
*****

ذهب نواف لخالد زوج أخته وخاطبه بكل هدوء ذكره بأيام حياته الماضية

عندما كان له قدره ومكانته عند أقاربه ومجتمعه
ذكره ببعده عن الله وعظم تقصير في حقه وبما ينتظره

من وعيد إن ظل على هذه الحالة


ذكره بحق زوجته وبين له أن من حقها أن تسعد كما يسعد غيرها ذكره بحق ابنه

عبدالله الذي يعيش بين الأطفال كاليتيم وبحق طفله الآخر الذي مازال بين أحشاء والدته

أثرت كلمات نواف في نفس خالد

فقرر أن يذهب إلى مستشفى الأمل لعله يخرج سالما معافى مما أصابه
وما أن مرت أيام وليال ليست بالطويلة على

دخول خالد المستشفى حتى حان موعد ولادة نورة

****
أم نواف تطرق باب غرفة نواف في آخر الليل
أم نواف : نواف يانواف نواف اصحا

نواف: بسم الله الرحمن الرحيم
يمه وش فيه عسى ما شر
أم نواف :الحق ياولدي اختك نورة في حالة ولادة

نواف :طيب يايمة وش السواة المستشفى بعيد بينا بينه 200كلم
أم نواف: ياولدي الدكتورة قالت لها في آخر مراجعة إن وضع الجنين في خطر
ولزمت علينا إنها ماتولد إلا في المستشفى تحت إشرافها

نواف :لاحول ولاقوة إلا بالله إنا لله
يالله جهزيها وأنا باقرب الوانيت
***
ذهب نواف بأمه وأخته قاصدا أقرب مسشتفى للنساء والولادة

في أقرب مدينة لهم تبعد عنهم مسافة 200كلم

*****



يتبع ...