((( الجـــــــــــــزء الخامس)))
مضت ثلاث سنوات على الأسرتين وهي مستمرة
على تلك الحال
*******
حتى تعرض والد نواف لحادث شنيع فقد فيه تلك السيارة
التي كانت مصدر دخل عظيم له
وأصيبت فيه نوف بعدة كسور
***
انقطعت نوف عن الجامعة نتيجة ذلك الحادث الأليم
فمكثت سنيتن وهي طريحة الفراش
حتى استعادة عافيتها ثم عادت إلى الجامعة
لتكمل مشوارها التعليمي
***
أما والد نواف فقد أصبح ضعيف الحال
بعدما
بلغ به العمر مبلغه وضعف جسمه نتيجة ذلك الحادث
***
أما نواف فقد زادت عليه أعباء الحياة بعد حادث والده
فاستمر في عمله على بند الأجور
يتقاضى نظير ذلك مرتبا زهيدا
****
هذه هي السنة الأولى منذ أن انتسب نواف للجامعة
*****
وتمر الأيااام تتلوها الأياام
وتتخرج نوف من الجامعة
بعد انقطااع استمر سنتين
***
تخرجت نوف ذات 28 ربيعا
ففرحت واستبشرت خيرا باقتراب الأمل الذي سيتحقق معه حلم
طال ماانتظرته سنينا طويلة
حلم
عانت هي وأسرتها في سبيل تحقيقه الشئ الكثير
وبذلت من أجله الغالي والنفيس
****
تخرجت نوف وذهبت إلى ديوان الخدمة المدنية
لتتفاجأ بأن عليها أن تنتظر طويلااا حتى تلحق بالركب
فهنااك المئاات من الخريجات
اللواتي تكبدن العناء والمشقة قبلها
ولم يجدن ثمرةً لذلك الجهد والصبر حتى ذلك الوقت
****
وضعت نوف ملفها في قائمة الانتظار
وعااادت بعد تعب السنين لتبقى بين جدران
منزل خيمت فيه التعاسة منذ أن عرفته
كبار السن العواجيز عجوز كبير
أب عاجز وأم مريضة
وأخوة في مقتبل العمر
تحطمت آمالها وآمال أسرتها
فلجأت إلى مصحف يجد به قارئه السعادة
مهما كان خَطْبُه
****
هاهي بين آياته
تُرتل و تتفكر وتتدبر
فقد أصبح خير أنيس لها .. وكان بمثابة البلسم العظيم لجراحها
وهنيئا لها فقد أتمت حفظه
قتلت نوف وقت فراغها بحفظ كتاب الله وبقراءة كل مامن شأنه
أن يضيف لعقلها نورا وبصيرةً
في هذه الحياة
فأصبحت ذات علم ودين يُشار إليها بالبنان
*****
وتمر الأيام
ويتخرج فيها نواف ذو 28 ربيعا من الجامعة
ويتجه كما اتجهت ابنة عمه إلى ديوان الخدمة المدنية
فيجد ما وجدت
***
فعاد إلى عمله
(مراسلا على بند الأجور)
********
وما أن مضت السنتان الأولى على تخرج نوف ونواف
حتى أعلن في الصحف اليومية
أن اسم نوف
من ظمن المرشحات للوظائف التعليمية لهذه السنة
ذهبت نوف إلى مكتب التربية والتعليم
لتكمل اجراآت تعينها
تكااد أن تطير من شدة الفرح
ولكن صُدمت بشرط كان بمثابة الصفعة القوية لها
وبمثابة عقبة شامخة في طريق مستقبلها
فقد اشترطت الوزارة في تعيين المرشحات
أن تكون من رُشحت مقيمة في نفس المدينة
التي تم فيها تسجيل بياناتها
*******
نوف تخاطب الموظفة : بالناس خافوا الله فيني وش ذنبي
إذا ديرتي مكتفية ليه ما أتعين في أي مدينة محتاجة لتخصصي
ياناس اشعروا فينا وقدروا تعبنا طيلة هالسنين
الموظفة : لوسمحتي الزمي الهدوء انت في دائرة حكومية
نوف : إلى متى اسكت
يعني بالله لابد أكذب واجيب مشاهد
مزوره واعرض نفسي وغير للمسؤولية
الموظفة : والله هذا نظاام الوزارة
نوف :النظام النظام ترى ملينا من هالكلمة
هوالنظام وحي مايتغير
يا أختي
أي شئ من وضع البشر يمكن إعادة دراسته مرة أخرى
يمكن اللي وضع هذا النظام أخطأ في حق الملايين من البشر
الموظفة: الله يهديك يا أختي والله مقدرة وضعك ولكن أنا مجرد موظفة
يإمكانك عرض اعتراضك على المسؤولين
نوف :حسبي الله ونعم الوكيل بالله كيف لمن هي مثلي
أن تسافر وتراجع المسؤولين وتبين لهم حجم المعاناة
اللي تعانيها
آهـ كم تمنيت لو مرة يشعر فيها أي مسؤول أو يمر باللي مريت به
الموظفة :هدي أعصابك وتوكلي على ربك وبيتيسر أمرك بإذن الله
نوف :ونعم بالله ,, طيب والحل
الموظفة : الحل اصبري إلى أن يـ ...
يتبع ,,,,,, ...