((الجزء السابع))
ذهب نواف وقد تبقى له مما وفره له
والده 1400ريال يجب عليه أن يقتصد فيها
لكي يتوفر معه
ما يُسيرُ به أموره طيلة الشهرين القادمين
حتى يتقاضى أول مرتب له
****
ذهب نواف من المطار مع أحد سائقي الأجرة إلى مدينته
الجديدة والتي تبعد 1800 كيلا عن قريته
********
ورغم تلك المواجهات القاسية التي صادفت نوافا في المطار
ورغم فقده لذلك المبلغ الذي يعد كبيرا بالنسبة له
إلا أن احساسه بفرحة التعيين جعل شعور الراحة يغمر نفسه
*****
فأيام المعاناة قد أو شكت على الرحيل
*****
أخذ نواف يمني نفسه بتحقق آماله وآمال
أسرته
وفي كل مرة يرحل فيها خياله الواسع يبتسم
مع كل مشهد يرى فيه عظم سعادة أسرته
مع كل بشرى يحملها لهم
******
وفي أثناء تلك المسافة الطويلة
وإذ بصاحب الأجرة يضع المذياع
على إحدى الموجات التي تبث
مقاطع الموسيقى الماجنة
أخذ نواف ينظر إلى من حوله فإذا بأنفسهم قد سرت بذلك
عندها التزم نواف الصمت فترة طويلة ثم أخذ يراجع
نفسه فأدرك أن ذلك باطل لايمكن السكوت عليه
حتى وإن مكان مقصرا في جوانب أخرى
حتى وإن كانت تميل نفسه لذلك أحيانا
يجب عليه أن أن ينكر هذا الباطل
مهما كنت النتيجة ولكن بحكمة وموعظة حسنة
*****
غلب إيمان نواف في تلك اللحظات شهوات نفسه
وخوفه من ردة فعل السائق ومن معه
فخاطب صاحب الإجرة بعد أن سأله عن اسمه
*****
نواف:يابو فهد والله إني أحبك في الله
أبوفهد : الله يحبك يالنشمي ويبارك فيك
نواف: بس فيه كلام أبي أقوله ومستحي منك أخاف تزعل علي
أبوفهد: لا خذ راحتك وتكلم اللي مثلك ذي أخلاقه ماينزعل منه
نواف: يابوفهد لنا الآن من يوم مشينا ساعتين
وقطعنا فيها قرابة 250 كلم
تأكد يابو فهد إنك خلال هالمسافة الطويلة
تمشي وأنت عاص لله
يابوفهد ماتخاف إنا نموت على هذي الحالة
مثل ما مات بعض الناس وهذي خاتمة سوء
يابو فهد ترى اللي راكبين معك الآن عليهم وزر
وأنت عليك مثل أوزارهم جميعا
يابو فهد خاف الله في نفسك وضع ماينفعك وينفع غيرك
يمكن يهتدون بسببك وأنت ماتدري
****
وقعت كلمات نواف في قلب أبي فهد
وأقرها عقله واستيقن
بها قلبه فخطاب نوافا قائلا
*
***
أبوفهد :الله يجزاك كل خير والله إنك صادق
ولكن استغفر الله وأتوب إليه
وأبشر ياولدي
هذا شريط اسمه قصص لا أنساها للشيخ عبدالمحسن الأحمد
بنستمع له الآن والله يكثر من أمثالك ويكتب لك الأجر
******
وما أن انتهى أبوفهد من حديثه حتى
حدث أمرا لم يكن متوقعا
فلقد انفجر إطار السيارة الأمامي مما أدى
إلى انقلاب السيارة وتحمطها
عندها لفظ نواف أنفاسه الأخيرة معلنا رحيله
عن هذه الحياة هو ومن معه
وحمدا لله أن كانت خاتمتهم حسنة
****
كان لرحيل نواف أثر كبير لايكاد أن يوصف فقد فجعت الأسرة
بذلك النبأ المؤلم
***
رحل نواف
عن هذه الحياة وأُغلقت مع رحيله أبواب الأمل في حياة والديه
*******
أبونوف يخاطب أخاه
أبونوف : يابونواف اذكر بك واحتسب الأجر عنده
هذا مقدر ومكتوب
أبونواف: إنا لله وإنا إليه راجعون
والله إني مؤمن بالله وباللي كاتبه
بس وأنا أخوك الفراق شين لاتلومني
أبونوف : الله يصبرك الله يصبرنا كلنا
أبونواف : خمس سنين يابونوف ونواف منتظر
آهـ لو ظروفي متيسرة كان زوجته وشفت عياله
******
أبونوف : يارجال اذكر ربك المكتوب ماعنه لابد يصير
أبونواف : إيه وأنا أخوك بس لو بنك التسليف
يقدم إعانات
للشباب كان يمدي الأمور تيسرت وكان فرحت به
وشفت عياله ماتقول لي ليش ماهو بنك الإعانة بدل التسليف
***
أمنيات لاتقدم ولاتؤخر ولكن أخرجتها نفس أب مكلوم
فُجع برحيل فلذة كبده
****
انفجر بعدها أبونواف باكيا يردد
لاحول ولاقوة إلا بالله لاحول ولاقوة إلا بالله
أبونوف : يابونواف صراخك وتحسرك وأمنياتك
ماهو بفايدك بشئ أذكر الله واحتسب الأجر عنده
****
أبونواف : ياالله اجمعني به في الفردوس الأعلى
من الجنة ياربي هون على مصابي
لاحول ولاقوة إلا بك
****
أما نوف تلك العروس التي لم تكتمل فرحتها
فقد توالت دموع الرحمة من عينيها
عند سماع ذلك الخبر المؤلم
وأخذت تصبر نفسها
راضية بقضاء الله وقدره
وراجية الفوز بأجر تلك المصيبة يوم لاينفع مال ولابنون
*****
وما أن انتهى الأسبوع الأول على رحيل نواف
حتى كان موعد آخر مع ....
يتبع....
***********
ماذا حل بالأسرة بعد تلك الفاجعة؟
وهل تبدلت أحوالها أم ظلت مثلما هي؟
هل قصتنا هذه حقيقة أم خيال؟
كل ذلك في الجزء الأخير من قصتنا
^