منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 6
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2017, 11:27 PM   #1
فيصل خليل
( كاتب )

افتراضي رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 6


رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 6

تمر أعوام تلو أعوام ،،، وما زال للذكريات في حياتنا نصيب ،،، أيام سعيدة مضت ،،، كان لها في حياتنا تاريخ ومكان ،،، أثرت في أنفسنا كثيرا ،،، رغم مرور السنين إلا أن تلك الذكريات ما زالت تجول في سمائنا كطيف جميل يداعبنا ،،، ويرسم البسمة على وجوهنا ،،، ويشكل لنا أسس مستقبلنا الذي نسير إليه.

إن كانت الذكريات هي ماضينا وحلمنا المستقبلي ،،، فإن لوجودكِ ،،، روعة كروعة الزهور في حدائق الغناء ،،، مليئة بالفراشات تتمايل بفرح وسرور على وقع ألحان صوتكِ ألبلبلي ،،، فتشكل سيمفونية عشق وغرام أبدي ،،، لا مثيل لها في الكون،،، كيف لا وأنت بجمالك الساحر تتميزي عن الكل.

فتاتي
أضفت على الجمال حسنا ،،، والورد من طبعك نثرا عطراً ،،، وأمست الليالي وأصبحت الأيام ،،، تردد فيكِ الذكريات والأحلام ،،، والعصافير لك رددت ألحان ترانيم الصباح ،،، والقمر ينير سمائه بنور وجهك واشراقته ،،، والبلابل صدحت بصوتها عاليا في السماء ،،، تلحن لك سيمفونية الصباح ،،، في أيام مليئة الفرح والسرور.

قد تكون للأشعار روعتها ،،، وللكلمات معانيها ،،، وللحروف نظمها ،،، لكنها عندك تتبعثر الحروف وتترتب ،،، بأبيات شعر تليق بك كحورية جميلة ،،، وكفراشة ورود ،،، تحفظ في القلوب نرددها كل وقت وزمان ،،، فالخواطر لك تنسج بما يليق بجمالك وحسنك.

قد لا توفيك الأحاسيس قدرك ،،، ولا تعطيك المشاعر حقك ،،، فالعذر لنا ومعنا ،،، فعندما نرى بهاء وجهك وصفاء روحك ورقة طبعك ،،، ينعقد اللسان ويحتار في بوح الكلمات ،،، ويعجز القلب عن التعبير عما يحتويه من مشاعر تريد أن تنطلق إليك ،،، نحتاج وقتا ،،، حتى نصفو من روعة اللقاء ،،، وتهدأ الأنفس ،،، ونعيد لملمةشتات روحنا ،،، فتنطلق الكلمات من أعماق القلب مغلفة بالمشاعر الجياشة وتقودها الأحاسيس الهادئة ،،، معبرة بخواطر رقيقة جميلة ترسل إليك لتصف رائعة من روائع الزمان.

فتاتي
أراك دائما حزينة ،،، تحملين الهموم على راحتيك ،،، والأسى يملأ وجنتيك ،،، حمل الجبال يهدك هداً ،،، يؤرق حياتك ،،، ويبدل أفراحك إلى أحزان ،،، تعيشين وحيدة ،،، والحياة حولك كأنها صالة أفراح ،،، تبحثين عن الحب ،،، وتسعين للابتسامة ،،، والحياة حولك حديقة ورود ،،، مليئة بالأزهار والعصافير ،،، فلم العبوس والحزن ،،، ولم ألم الجراح ،،، يملأ الأرض صراخا ووجعا.

فتاتي
الآلام هي لحظات الوجع ،،، تؤرق حياتنا في لحظتها ،،، يزول ألمها بزوال الحدث ،،، فلا تجعلي حياتك تقف عند هذا الحدث ،،، يستمر طوال عمرك ،،، وهو قد انتهى واندثر وزال أثره.

لا تجعلي قلبك مسكناً للأحزان ،،، وبيتا للهموم ،،، ومصنعاً للآلام ،،، كلها ذكريات تموت في ماضيها ،،، فلا تنقليها لحاضرك ،،، ولا تجعليها تسافر معك من مكان إلى مكان.

فتاتي
الفرح والسرور ،،، لا يصنع ولا يستورد ،،، والسعادة تنبع من قلوبنا ،،، عندما نرى في حياتنا من يحبنا ويعشقنا ويخاف علينا كأننا جزء منه ،،، والحياة مليئة من هؤلاء ،،، لا تخلو من وجودهم حولنا ليشاركونا الفرحة والسرور ،،، النابعة من قلوبنا ،،، فلا تجعلي الهموم تسيطر على مسار حياتك ،،، فتفقدي شركاء فرحتك ،،، ومصدر سعادتك ،،، ولا تجعلي الأحزان وسيطاً بينك وبينهم ،،، فتقلبي حالهم من أفراح إلى أحزان ،،، ولا تجعلي آلامك محور حديثك فيملوا منك ،،، ويبتعدوا.

فتاتي
كل شيء مقدر ومكتوب ،،، الخير موجود والشر مقابله موجود ،،، والحياة لا تخلو من الأشرار والأخيار ،،، فلا تيأسي وتقنطي إن مر بدربك الأشرار ،،، وزرعوا الشر في بيتك ،،، وقلبوا حالك بين أحبابك وخلانك ،،، وأدمعوا عينيك ،،، ومنعوا عنك الفرحة والابتسامة ،،، وجعلوك في الحياة شقية.

فكل هذا إن حدث هباء منثوراً ،،، سرعان ما يزول وينقلب حالك إلى أفضل حال ،،، إن آمنت وتفاءلت أن الخير قادم لا محالة ،،، فما دام الشر زارك ،،، فحتما سيزورك الخير ،،، ويبدل أحزانك إلى أفراح ،،، ويزرع الفرحة في حياتك ،،، يجعلها جنائن ورود مليئة بالحب والتفاؤل والأمل ،،، فلا تستعجلي الأمور ،،، فكل شيء له موعد منظور.

فتاتي
قد يغادرك أحب الناس إليك ،،، من كانوا إليك يوما أقرب من هوائك ونفسك ،،، ومن أهلك وعائلتك ،،، كانوا لك مثل النفس والروح للجسد الواحد ،،، يحملون أسرارك ويشاركونك أفراحك ،،، ويمسحون أحزانك ،،، ويقضون أوقاتهم معك ،،، كأنهم منك وإليك.

لا عجب في هذا ،،، فالدنيا تدور ،،، ويدور معها أخلاق البشر ،،، تقلب حالهم إلى حال كل حين ،،، فكل بداية ولها نهاية ،،، وكل نهاية هي بداية جديدة لمرحلة ما ،،، فأكملي حياتك وابدئي صفحة جديدة مليئة بالإيجابيات ،،، وسطري حروفك بها بمداد الحب والتفاؤل ،،، ولا تركني لما أنت عليه من حال ،،، فإنت لم تغيري أيامك ،،، فلن تغيرك الأيام.

فتاتي
لا تأتي الأيام بما تشتهي الأنفس ،،، فلابد يوماً أن يخاب الظن بما توقعناه ،،، وأن نخسر ما ربحناه ،،، وأن لا نحقق ما نريد من أحلامنا ،،، وأن نفشل في الوصول إلى ما نريد ،،، فلا تيأسي ولا تحزني ،،، فكما الله يعطي فهو يأخذ ،،، فإن أخذ منك طموحا أو حلما أو ربحا ،،، فأعلمي أنه عوضك عن ذلك بخير آخر في لحظة أخرى بوقت آخر ،،، فاصبري.

في الحياة قانون يحكمها ،،، يحفظها بالاستقرار ويجعل حياتنا تستقر على قرار ،،، فلا تميل كل الميل فنميل عنها ،،، يوازن ما بين رغباتنا وأحلامنا ،،، تطلعاتنا وطموحنا ،،، أحلامنا وقدراتنا ،،، فعليك فهم القانون ،،، لتقدري العيش في الحياة.

تمر الأيام بماضيها وحاضرها ،،، وما زالت الحياة لا تقدم جديدا ،،، تبحثي عن طريقة للخروج من عنق زجاجة ،،، والانطلاق إلى بوح جميل ،،، وفضاء فسيح ،،، وحياة جديدة ،،، لكن هناك أمرا لابد أن تفهميه لتسعدي في الحياة ،،، غيري نظرتك للحياة وفهمك للأمور ،،، والتغيير يبدأ من داخلك ،،، من ذاتك ونفسك ،،، بدون ذلك ،،، تبقى الأيام لا تحمل جديدا بنظرك.

فتاتي
الفرح يليق بك ،،، كما تليق الورود للفراشات ،،، ولا بد للسعادة أن تستوطن قلبك ،،، ولابد للأحزان أن تفارقك ،،، وتزول عنك الهموم ،،، فيك من صفات الجمال والحسن الخلاب ،،، لا يليق بها إلا كل أمر جميل.

أكتب كلماتي إليك ،،، وحروفي تنطق بالنصح والمحبة لك ،،، أرسلها عبر نسمات الصباح ،،، لتفتح لك نافذة أمل جديدة مع اشراقة يوم جديد ،،، لتستقبلي يومك كما يجب أن يكون ،،، يوما جميلا مليئا بالحب والتفاؤل ،،، فلا بد للحياة أن تستمر ،،، ولا بد لنا أن نتفاءل ونتسلح بالأمل والإيمان ،،، فالسماء لا تمطر ورودا ،،، ولا تنبت الأرض فرحا وسروراً ،،، فقلوبنا فقط هي ينبوع سعادتنا وفرحنا ،،، فتوكلي على الله واصبري ،،، فالصبر مفتاح كل الحلول.

 

التوقيع

ابـتـسـم وإن طـال بـك الألـم
وإصـبـر رغـم شـدة الـوجـع

فيصل خليل غير متصل   رد مع اقتباس