منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بعد عامين .. الجمرة أثمرت
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2010, 05:01 AM   #1
هدوء
( كاتبة وشاعرة )

الصورة الرمزية هدوء

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

هدوء غير متواجد حاليا

افتراضي بعد عامين .. الجمرة أثمرت


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

إلى :جدي
فخورة بِكـ

سلام عليك من قلبي يغشاك وينقل لك حبي وفخري وأشواقي التي تتعثر بهول المسافة بيننا
سلام يقبل جبينك الأجعد ويدك بكل تفاصيلها
سلام عليك بعد عامين طويلة
علمتني أيامها حتى أشتد صبري



[الأسبوع الأول] ..
لم يخنقني فيه سوى ملامحك التي تركتها في عيون رجالك
كتبت من أجلي وغطيتها بوسادتي ونشرتها ولم تكن صغيرتك تجد وقت لفوضى النت حين كنت تملأ بصوتك يومها
أقنتعتني صديقتي "لتصله دعوة يانور"
كتبتها وأنا اختبئ خلف اسمك
ياغالي أسبوع من بعدك وبنتك ماقوت تنساك
وكيف أنسى ووجهك منرسم بعيون عماني
بحاول أبتعد عنهم بروح بعيد لين ألقاك
بضمك داخلي لو كان تشويني وتصلاني
تذكر يايبه كل صبح أضم يديك واتفداك
يبه قهوة صباح الخير تسأل ليه خلاني ؟
خلاص أوعدك ياغالي ورب الكون ماأعصاك
بنام الليل من شانك وبتقن درسك اتقاني
ولأني مؤمنة بالله عيني مابكت فرقاك
/
\
وبقى غيابك مثل جمره استقرت وسط وجداني"



[الجمرة المثمرة]..
هذه الجمره ياجدي التي استقرت في صدري وكبرت وتكبرت
كُنت في كل ليلة أطمئن على وجودها وأستقي منها درسا
هذه الجمرة ياجدي احتلت الجزء الأكبر من صدري وأحببتها وأجبتني
ومنذ استقرت هذه الجمرة طردت الكثيرين عن مكانها
هذه الجمرة ياجدي هي من كشفت لي وجوه أصدقائي وألوانهم وأشكالهم
وهذه الجمرة ياجدي علمتني بدون ألم
كل الأشياء التي تأتيني منك تقويني وتشد على يدي
ولم أكن أعلم حكمتها حتى مضى عامين ياحبيبي


[محمد بن فطيس المري]
شاعر المليون الأول لم تكُن صِحتُك جيده وقتها طلبت من والدي أن أُراِفقُك وقت المساء ويستريح خادمك
لم يكن هذا الحب الذي أكنه لك اختياريا أو فطريا
كان لأنك أنت .. أنت
أسهر أنا وتمنعني أنت وأعترض وأُشاكسك
ليلتها ياجدي كانت ملامحك هادئة جداً ونومك عميق
ومحمد بن فطيس يردد [ وأحسب ذنوبي وأدور لتكفير وعساي ماقصرت في والديني]
يقطع انسجامي صوتك : عساي ماقصرت في والديني ، "النور من ذا ولده"
وأتقمص دور امرأة تفهم الأعراف : ولد مره يابوي
"ونعم"
تنتهي القصيدة واعتذر منك إن كُنت أزعجتك في منامك
"لاجيتي تسمعينه طوليه بسمعه
هذا يدرس"
وقتها ياجدي
أحببت شعره ودرسته



[رمضانك الأخير]..
كانت أمي تنقي تمراتك من النوى وتكورها لك
وأنا أحرك "شوربة رمضان" لتبرد بعدها أسكبها في كأس إن رفضت أن أساعدك في الشرب
أبي كان دوره شرير ليمنعك من القهوة ويعطيك الحليب
كنا نتحرك ونتشارك في كل التفاصيل التي تخصك
في نفس الرمضان قال لك الطبيب : "ياعمي لاتصوم"
نهرته أنت وكلنا وقفنا ضدك
كنت أحاول وأحياناً كثيره أغضب منك ولأجلك
كانت أمي تُقبِل رأسك وتُذكرك أن الله لايكلف نفساً إلا وسعها
وكان أبي يحاول بطرق ملتوية ويفشل
حتى أتى يوم رمضاني سقطت فيه بعد فطورك وتلاشت كل قوتك
أنا ياأبي لاأذكر سوى أني كنت أضمك لصدري بقوة وأجرب كل الإسعافات التي تعلمتها
وقتها ياحبيبي امتلأ بيتنا بأطباء متجهمة ملامحهم اخذوك من غرفتك
لتستقر بقية عمرك تحت أجهزة المستشفى
لأول مره أعلن
أنا احتاجك ..



[العيد]
ليلة العيد كانت المره الأولى التي أزورك
أنا ياجدي قوية بك
دخلت وأنا أعرف أن الله يحبك
وضعت يدي على جبينك
وتحدثنا طويلا
كنت تتحدث بأشياء لم افهمها وتغيب بعدها
وضغطت على يدي
بللتني دموعي وسألت الله أن تبقى من أجلي ..



[يوم الجمعة]..
اختارك الله إليه
لم أدرك لماذا كانت تضمني أمي ولاأعرف سر الضجيج الذي امتلأ به بيتنا فجأه
أنا لم أدرك أني سأفتقدك حتى رفع أخي يده أمامي ليُعلن أن يده تبللت بماء غسيلك



[بعد عامين]..
أنا فخورة بك
وأحبك
أحب ذكرك وأفرح به
أفتقدت دعواتك وتعثرت بعدها كثيرا
اشتقت لصوتك البدوي
ومشلحك الأسود
تعلمت من رحيلك
حققت بعض أحلامي وسعيت للأخرى


يبه شكرا
جعلك في الجنة

 

التوقيع

يالله اسمع صوتي يالله ..



/
\

أُم .. !



هُنـــا أسكُن
راسلني

هدوء غير متصل   رد مع اقتباس