مِن المدنِ المَدِينة للمطر , صديقة للغيم , و ملاذاً للضباب , هي ..
شوارعها الممتدة في الصقيع تعرف طريقة مُثلى للحافاظ على أشجار " الجهنمية " الملونة ولاءً للعصافير ,
وتحت ظلال " العرعر " قصص للنضالِ ذَوت كي تكون سماد تلك الأرض ..
الماضي في شوارعها يظن بأن القمم رفقته , على مسافة شاهقة من التأمل تمد إليك يدها وترتبت على ظهرك,
مشيرةً لشيء لايراه إلا من يقترب منها مقدار ظل وخطوة ..
بهدوئها تلهمك قصيدة تتناوب أبياتها على الدفء تارة وعلى البرد أخرى ..
بصمتها المُغري تعلمك الثرثرة , وطريقةٌ للحديث مع نفسك بحنانٍ لم تعهده في نفسك ..
في " السُّودة " قد تبكي مطولاً على صوتك لو سقط من علو ذلك السفح الشاهق و انكسر ,
تلك المسافة الشاهقة جداً لاتُبقي على صوت ولا ظل ,
لكنهم اجتازوها بالحبال وصولاً إلى السحب , ضاربين بالدوار عرض جبل ..
" الحَبَلَة " هذا الإسم تعبيرٌ دقيق عن علاقةٍ وثيقة بين أيديهم والحبال التي استخدموها لنقل أقدامهم من الجحيم إلى الجنة ..
" أبها " رائحة الكادي التي لا تفلتها الذاكرة ..