[زكريا عليو]

… . && الخفافيش && … ..
رياحٌ نفثَتْ زعافَــها
من لــونِ البسـوسِ… . ورائحةِ الــدّمْ
تقتحــمُ خــزائنَ الــعمرِ
تنكــتُ أدراجَه
تبعثرُ رســائلَ الــغرامِ التي كتبتــُها
قــبلَ أن أقــرأَها
تصــادرُ آخــرَ حبّــةِ حــنطةٍ
خبّأتُــها لــعصفور ٍ
تتدحرج ُعلى فمهِ زقزقاتُ الــصّباح
الشّــرُ… ..
مــتوارٍ وراءَ فــكرةٍ ســوداءَ الــمطر
يُخــيطُ بــدهاءٍ شــباكــَهُ
أكبرَ مــن تــلٍ يرســمُه
والأربــعونَ… . أقنعتُــهم بــراقــةٌ
تبــهرُ أبصــارَ الــغارقينَ في الأوحالِ
كالخفافيشِ تمــتصُّ آخــرَ قــطرةِ دمٍ
وفّــرَها جــدّي لمســتقبلــِنا
كــحيةٍ رقــطاءَ
يتلــوّنُ نبــاحُ كــبيرِهم
حــتى أنّــه أُجْــفَلَ عــصافــيرَ
الــدوري
وبــقــيَتْ شــرفــتي وحــيدةً
تــبكي تــغريــدَهــا
أحــلامُــنا ورديّــةٌ…..
تــغفو ملءَ محاجرِهــا
عــلى وســائدَ عالــيةِ الــريش ْ
ويـزدادُ شــخــيرُها
نُكــفِّرُ الــفجرَ
ونــحنُ أغلــقنا آذانَــهُ
عــن صــخبِ الــصّباحاتِ الــمشــرقةْ
بــشــمعِ لــيلٍ أردناهُ أن يــطولَ
… ... ★★★…… ..
بــلدتُــنا الــجميلة ُ
يعشــقُ الــقمرُ غــدرانَــها
فيســتحمُّ فــي نــقائِــها
والــشــّمسُ يحــلو لــها
أن تــفردَ جــدائلــَها
شــالاً عــلى أكــتافــِها
عــلى مــفارقِ عــمرِها
طاحــونةٌ تُضــاحِكُ الأيامَ
تــعلو جــعجعاتُــها
ونــعــبثُ بــطحينِــها
ﻻ حبةَ قــمحٍ تغــوي الــطيورَ
لــتبني أعشــاشــاً على هديرِ ضجيجِــها
ومــازالَ الــفراتُ
يــغنّي غــلالَــها
وبردى للياســمينِ يــوزّعُ ضــحكاتــِه
والــعاصي شــريانُ مــحبةٍ
عــلى ضــفّتيهِ يــراقُ الــنبيذُ
ومازالَ جســّاسٌ يــطعنُ ظهرَ الــقصيدة

بقلمي : زكريا عليو
ســوريا ــ الــلاذقيــة
٢٠١٨/٨/١٣