منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ حَيْ ]
الموضوع: [ حَيْ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2009, 10:44 AM   #5
وَرْد عسيري
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية وَرْد عسيري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

وَرْد عسيري غير متواجد حاليا

افتراضي [ أغنية : الله يعلم ]





[ صَديقِي : فَ ] :




اليَوم : الإثنِين مِن شهرِ لا أَعلَم ، يَوم ٌمَا مجهُولٌ لا مَعلُومَ فِيه إِلا أَني التَقيتُ فِيه بِك قَبل سَنة ، جَمعنَا حَديثُ دَروِيش ،
وَ أُمنيتَي اليَتِيمَة فِي أَن أَصِير لَيلَى الأَخيلية لِزَمانِي أو حَتى الخَنسَاء ، وَ عَلامَةُ تعجُبِكَ التِي تَتلُو كُل جُملةٍ تَكتُبُها ، وَ الشَقِيقَة
التِي تَحرِمُنِي حَلاوَة الكَلامِ مَعك ..
كُنتَ ذَلك الفَتَى المُتعَجرفِ بِما يملِك .. الطمُوح لمعْرِفةِ مَا لا يَملِك ، كُل الأَدبِ بِثرائِهِ فِي جِيبِك ، كُنت كِتاباً حَكِيم مُذ وَقعت يَدِي عَلى أول صفحةٍ له
أيقَنتُ أَلا نِهايَة فِيه ..
وَ كُنتُ أَنَا تِلك الفَتاة التِي تطوِي أبيَات شِعرهَا اليَتِيمة عِند كُل مفصلٍ فِي يِدها .. وَاهِنةٌ عَاجِزةٌ عَن مُجَاراةِ فِكرك ، أسرُقُ مِن الحُلمِ بِضعَ أَمَانِي وَ
أزرَعُ مِن رُؤيتِكَ لِي آَمَالاً صِغَار تحُثُنِي عَلى المُضِي ..

طَالَت بِنَا الأَيَام ، وَ استَطَالَت أوقَاتُنا بِالبَشَائِر ، وَ كُل ساعةٍ مِنها تُثبتُ لِي أنَك صَديقٌ مِن نَوعٍ مُختلف ، صَديقٌ يُعطِي .. بَل يُمثِلُ العَطَاء بِحَدِ ذَاتِه ،
أَتعلَم ... ؟ كَان كِتاب السِيابِ أَجملَ مَا أُوتِيت ، وَ كَان سعْيُكَ إِليه مِن أجلِي نُبلٌ عَريق يجُودُ بِنشرِ الفَرحَة بَينِي وَ بَينِي ..
خِلال السَنة وَ أكثَر ـ كُنتُ وَ بِدُون تخطِيطٍ أحقُن ذَائِقتُك بِـ طَلال ، وَ لَم أزِيدهَا إِلا لِعلمِي أنه له فُسحةُ رِضا في قلبِك ، وَ أَن لصوتِه مَحطَةٌ رَاقِيةٌ تسرُقُك ،
مَا تَعلمُه يَا صَدِيقِي ، أَنك أدمنْت مَا عَلِمَهُ الله ، وَ حَاوَلهُ طَلالْ ، وَ أَسِيَ عليهِ العُودُ فِي أَنِين وَتَرِه ، وَ صِرتَ تُغنِيهَا أنت فِي تَردِدٍ
يجعَلُنِي أبثُ الابتِهَاج كَـ هَواءٍ مُنعش على كَافَة رُوحِي ..

هَكذَا أنت إِذا مَا غَتيْتَها ، تُوقِظُ اللحَن وَ تضرِب المَد فِي [ أَناااااا ] ـ وَ تُعلنُ النَفي مَع تقصِير الحِيلة فِي [ ما نفترق ]
تَماماً كَـ طَلال !
وَ مَا لا تعلمُه يَا صَدِيقِي القَريب ، أَنّنِي فِي كُل مَسَاء وَ بعدَ كُل جُهدٍ دَوامِي أُلقِي بِي جسدٌ ينطِقُ بِه الإجهَاد إعتِلاَل ، وَ أُعلق تِلك السمَاعات
و أُوصلها بِجهازي الصغِير .. أنظُر فِيما يمُر عليه قِطار - المترُو - كُل الأشيَاءِ صَامتَةٌ تُسرعُ بالهُروب وَ أَنا بصمتٍ أُلقِي عَليها الجَزع ،
لا يُغرِينِي شَكل البُحيرَات وَ لا أُعِير انتِباهاً لمَسَاحَاتٍ خضرَاء .. كُل شيءٍ أنظُر له بِعينٍ مُجهَدة ..
حَتى تأتِيني مُوسقَى طَلال .. وَ الوقعُ الأولِ في هَذه الأُغنِية ذَلك الـ يُحركُ السَاكِنِ مِن انتِبَاهِي .. و آهِهِ فِيما تَدري هِي .. وَ عودَةُ العَاشق بالحُزن ..
إِلا وَ تَبتهجُ ذاتُ الأشياء الصَامِتة ، وَ أَرى فِيها قِصَصُكَ وَ النُبلُ وَ تَقَاسِيمَ عُودِك ..
أَرى غَضبُك الشَرس عِند كُل غَباءٍ أرتَكِبه ، لَم تكُن تُحبُ الصَبرَ وَ لَم يُحبِبنِي الذَكاءُ مَرة ، أَراكَ وَ ضحكَاتُكَ وَ حَرصُك حَتى مُعاتَبتُكَ ،
أَرى فِيك حُبُ أبِي ، وَ حَنَانُ أمِكَ وَ وجهِهَا الهَادِيءْ ، أَرى أَن العَالم وَ خَرابَاتهُ لا يهُمُنِي مَا دَام الله قَد جَعل لِي فِيه صَدِيقاً كَانَ أَنت ..
أَرَى قَصائِدَ دَروِيش ، وَ مَجِيئِكَ قَبل مِيعَادِك ، وَ العَلقَمُ الذي لَم يُناسِبُك ، أَتذكَرُ فِيها تَوصِياتُكَ وَ خَوفُك ، أَرى تَقَاسِيمَ ذِكريَاتِنا
المنسِيةِ فِي الصَدى البَعِيد ..


كُل ذلك يَحضُر فِي نفسِي مَع صوتِ طَلال وَ أغنِيتُكمَا ، كُل ذَلك يختَصِرُ لِي طُول المَسَافَة وَ التَعب ، فَلا أَجدُنِي فِي نِهايَتِها إِلا واقِفةً على الرَصيفِ المُقابل
للمَحطَة أمُد بَصَرِي للسَماء وَ قلبِي فِي خُشوعٍ يدعُو يَارب : [ ما نفترق ] : )



-

 

التوقيع

أعرفُ أنني أمضي إلى ما لستُ أعرفُ *


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وَرْد عسيري غير متصل   رد مع اقتباس