منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بقلم الكاتب : فهد عافت
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2019, 02:44 PM   #55
عبدالله عليان
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله عليان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 126179

عبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعةعبدالله عليان لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي طهر البكاء الأوّل


بكاء الطفل لحظة خروجه من بطن أمه، يشعّ دلالات!. مرّةً قلتُ: ربما، حزنًا على ملايين الأخوَة الذين فاز عليهم في السِّباق إلى البويضة، قبل أشهر!. وهذه المرّة أقول: ربما، لقول: أنا أيضًا لديّ ما أريد قوله!، ها قد تأكدت من أن صوتي معي، بقي أن تكون لدي كلمة!.
ـ حِسْبَة الظن الأخيرة هذه تمنحني معنى لإحساس دفين، معنى له تداعيات: كل الكلمات أصلها البكاء!. ولعلّه ندم الخطيئة الأولى!. ثم ولأنّ التوّاب تاب علينا: "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، تُشع العيون ببسمة وتنفرج الشفاه، ونبدأ لملمة كلمات الفرح من البكاء ذاته!.
ـ أنتَ، وأنا، جميعنا وُلِدْنا، ولدى كل واحدٍ منّا كلمة ليقولها. ومثلما أن الموت نهاية كلماتنا في هذه الحياة، فإنّ نهاية كلماتنا موت أيضًا!.
ـ لدينا أصواتنا، وعلى كل منّا أن يجد، أو أن يصنع، كلماته، يقولها أو يكتبها أو يغنّيها، أو يُسِرّها وَصيّةً لأبنائه!.
ـ الصوت موجود، والمواضيع والمعاني والمشاعر ستتلاحق وتتزاحم، المشكلة ليست في المواضيع إذن، ولا في ما ستخبز من المعاني. صوت عبقري من التراث سبق له أن صدح: "المعاني ملقاة على قارعة الطرق"!.
ـ جان جينيه يكتب: "إنني قادر على اختراع المواضيع، أمّا الكلمات فإنها تتمرّد عليّ، ولا تأتي إلا كما تريد هي"!. وسدهارتا يحضر: "الكلمات لا تعبّر عن الأفكار جيّدًا. فكل شيء يصبح بغتةً مختلفًا قليلًا، ومشوّشًا قليلًا، وأحمق قليلًا"!.
ـ المشكلة إذن في الكلمات!. المشكلة والحل في الكلمات!.
ـ يبقى من التداعيات أخير: لماذا نحزن عندما نكذب، أو نجامل فوق الحدّ!، أو حتى عندما لا تقول كلماتنا المعنى الذي أردناه تمامًا؟!. ظنّي: لأننا بذلك نخون، أو نُشَوِّه، طهر البكاء الأول!.

.....
تمام ..
بالنسبة للطفل في بطن أمه كان ينعم بكل وسائل الراحة إذ أنه ياكل ويشرب ويلعب ويعيش بدون أي مجهود يأتيه رزقه
ولكن عندما يخرج ل الدنيا / الحياة فهو يفقد كل وسائل الراحة تلك
ويبدأ في الإعتماد على نفسه ولعدم علمه بكيفية العيش وسبل الطرق يبدأ في البكاء ... هذا والله اعلم

 

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس