منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الفرق بين الدين الغيبي و الدين الاينشتايني
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2010, 05:33 PM   #1
سميراميس
( Shouq )

افتراضي الفرق بين الدين الغيبي و الدين الاينشتايني


الفرق بين الدين الغيبي و الدين الاينشتايني



- إحدى أشهر العبارات التي نقلت عَنْ اينشتاين " علم بدون دين هو علم أعرج ، و دين بدون علم هو دين أعمى " ، وَ هذا قدْ يعطي إنطباعاً لمنْ يريدْ أنّ يدعّم قوله بأنْ اينشتاين فيلسوف مؤمن ، أيضاً أحدهم قد ذكر لي ذات نقاش بقول اينشتاين " الإله لا يلعب النرد " و مقولتهُ هذه تستند على مقولةٍ لنيوتن و تذهب لتأكيد عقلانية النظرة الفوضوية للكون ، و التي قال بها لابليس الفرنسي بأن الكون محكوم بجزئيات فيزيائية و كميائية تنظمه ، و لفولتيير أيضاً أقوال في هذا الجانب ، و الفلسفة الفيزيائية بالذات نجدها تخرج فلاسفة مؤمنين بالإله لكن تعابيرهم تأتي بعيدة عن ذلك و غالباً ما تصبغ القناعة بصبغة حيادية واضحة ، و عن اينشتاين فقد وجدت له مقولة يفنّد بها عبارته " علمٌ بدون دين هو علم أعرج ، و دين بدون علم هو دين أعمى " فقد كتب بها /
" ما قرأتموه عن موضوع تديني هو كذب بالطبع ، كذبة تكررت بشكل مدروس. إنا لا أؤمن بالإله الشخصي ، ولم أنكر ذلك أبدا بل على العكس، فقد عبرت عن الموضوع بشكل واضح. لو كان في داخلي شيء من الممكن دعوته بالدين فهو الإعجاب غير المحدود بهذا الكون المحكم بقدر ما قدرنا الكشف عنه بواسطة العلم حتى الآن "
مِن خلال قوله هذا استنتجت أنه ألوهي " ربوبي " ، و تارة أجده " خلوقياً " ، و كنست إحتمالية اللا أدرية بالنسبة له ، لأن قوله جاء مُحددّاً للإنبهار في الكون من حوله..
و بعد قراءة كل هذه العبارات التي الأولى منها تعطي إحساساً بالإيمان لذلك الرجل العظيم ، و العبارةُ الآخرى تسوق تأكيداً باللا إيمان .. و هُنا تبقى ثمة اسئلة
هل يناقض آينشتاين نفسه؟
بأن يعطينا كلمات نستطيع بها دعم الطرفين النقيضين ؟

بيد أنني استشهدت بأقواله تلك ، و جاء آخر ليستشّهد بقوله الآخر ، هنا نحن مطالبون بالوصفة التحليلة لتلك الشخصية لإستقراء ما كتب ، و بما أنَّ المنهج التاريخي يحتم قراءة كل العصور السابقة و اللاحقة لاينشتاين كان الأمر معقّداً ..
و عن تناقض اينشتاين ، و نواياه في دعم النقيضين ، فأقوال
بالطبع لا ليس متناقضاً ، إذ أنّه يعني بكلمة "الدين" شيئاً مختلفاً تماماً عن المعنى المتعارف عليه. و علنّي بإدراجي مقولات عدّة له ، أصل لخلاصة واضحة بالأخير بعد أن أوضّح الفرق بين الدين الغيبي و الدين الاينشتايني ..
فقد قال اينشتاين :
أنا متدين عميق بعدم الإيمان. وهذا بشكل ما نوع جديد من التدين. لم أنسب مطلقا للطبيعة هدفا أو دوراً أو أي شيء ممكن يمكن فهمه بشكل سرمدي، ما أراه في الطبيعة هو بناء مدهش ونحن نفهمه بشكل ناقص على أحسن الأحوال، هذا ما يملأ المفكر التواضع بالنشوة. هذا بشكل عام شعور بدين بدون أن يكون له علاقة بالروحانيات "
معنى ذلك أن الدين الاينشتايني الذي يستميت البعض في صبغه عليه ، أو نعته بالمؤمن لا يعدو عن كونهِ دين يشبع به رغباته في التعبير عما يبهره من الطبيعة و هكذا يجد نفسه متدينّاً ، و هو هنا يتفق مع الخلوقيين الذي يرون الإله فيما يتصل بالطبيعة من حولهم و قوانين الكون ، و هم هنا يختلفون مع الربوبيين الذين يرون الإله خالق الوجود الذكي و قصد ما فعل بعكس الخلقي ـ واحد من الخلوقيين ـ ، و كلهم يختلفون عن المؤمنين بأن الإله بالنسبة لهم لا يستجيب دعواتهم و لا يعذّب و لا يؤاخذ العبيد على ذنوبهم .. و قد صنّف الألوهيين كمحلقات للمؤمنين بشكل أو بآخر كفولتيير و ديدرو ، وأمّا الخلوقيين فصنّفوا كملحقات للملحدين بشكل أو بآخر كاسبينوزا و الآن اينشتاين ..
و كانت هناك ثمة مداخلات من العديد لأراء اينشتاين تلك التي حركت الغضب في الأوساط الأميريكة المؤمنة حينذاك ، و قد اخترت منها رسالة كتبها عميد جمعية التاريخيين في نيوجرسي حيث قال:
" نحترم علمك د. آينشتاين ولكن يبدو أن هناك شيء ما قد فاتك تعلمه، ذلك بان الله روح ولا يمكنك رؤيته بالمرصاد الفلكي او المجهر. تماما كما لن تجد أفكاراً من تحليل الدماغ. كما يعرف الجميع فان الدين مبني على الإيمان الغيبي وليس على المعرفة. كل شخص مفكر قد مر بفترة داهمته فيها الشكوك الدينية. إيماني أنا بالذات قد اهتز في العديد من المرات. لكنني لم أجهر لأحد بضياعي و لسببين:
1. لخوفي من أن مجرد الاقتراح يمكنه أن يدمر حياة و أمل إنسان ما.
2. لأنني اتفق تماما مع الكاتب الذي قال: "هناك خيط من الخبث في أي إنسان من الممكن أنْ يدمر إيمان إنسان آخر" .. وكلي أمل يا د. آينشتاين انه قد أسيء فهمك وأنك سوف تقول شيئا لإرضاء الشعب الأميركي الذي يعزه فعلاً تشريفك بينهم "

هنا يُنكر على اينشتاين اليهودي حقيقة أقواله تلك و يطالب بتوضيح لما جاء بها أو الرجوع لإلمانيا وطنه الأم ، و هذا يسوق لنا الفرق الكبير بين الدين الاينشتايني الذي يكرر به لفظ الإله و الرب و السماء على ما يبهره بالطبيعه و هكذا يكون دينه ، و بين الدين الغيبي الحقيقي الذي نؤمن به نحن كمؤمنين موحدّين ، و تقوم عليه عقائد و فروض و واجبات و علاقة عبد بربه تفصّل لنا ذلك الإيمان ..
و إيمان اينشتاين يختلف عن إيمان كانط و يفوقه الأخير بالعديد من الوضوح في هذا ، بينما يظل إيمان اينشتاين مائي ضبابي مميّع بقوالب محصورة بالطبيعة و الإنبهار بها فقط ..




انتهى


 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس