منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وَعْكَةُ الإنتِظَار
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2018, 08:05 AM   #1
نازك
( كاتبة )

الصورة الرمزية نازك

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 65893

نازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعةنازك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وَعْكَةُ الإنتِظَار


؛
؛
رغبةُ الكتابةِ لك؛ أشبهُ بتوقِ الروحِ لنزهةٍ بحرية في نهايةِ أسبوعٍ مُمِلّ
أكتبُ لكَ لِأُوهِمني وكعادتي بالتنفُّس العميق
هي سبيلي الوحيدُ؛كما تعلم
وهي الأداةُ الصامتة التي تجعلُني أستمتِعُ كثيراً بإحساس العدمِ المُطلق !
لأفعلَ وأقول وأستمِع بلا تكبُّدِ عناء التفكير المُسبق، حينها فقط أشعرُ بروحي خفيفة
وتخطو قدمي بلا ثِقل، منذ أعوام غابرة لم أشعُر بهذه الخِفّة الطاغية على حواسّي، وليكتمل مثلّثُ الراحةِ، أبحثُ عنك لأحكي لك، ولأعتذر لك عن كذبي إزاء تطبيق نصائحك الدائمة ووصاياك، لأنام بعمقٍ وأخلع ذاكرتي قبل أن أغُطّ في حضن النسيان
أشتاقُك جداً،وأنتظرك على ساريةِ الماوراء،
هي اسطوانتي المعهودة عند كل لقاء،وكأنني أريدُ إخباركَ وبطريقةٍ ما كم باتت تلك الوُحشةِ تُسيطِرُ على كل لحظاتي دونك، وكيف استطعتَ أن تستقِرّ في قلبِ جُلِّ التفاصيل والأماكن والأشخاص، بل كم تراميتَ خالقاً لروحي بوصلة جذبٍ وسكون
بي توقٌ لكل هنيهةٍ غابرة، الخفقات،العبرات، اختلاجُ الكلام وفرطُ الوجع، كل ماكان في ذاك الميلاد،هو ما أمارِسُ العيشَ ليحيا في قلب ذاكرتي،
كيما يبقى شراعُ سفينتي صامداً في وجهِ نفثِ أعاصيرِ الأيام.
أستحضِرُها ملامحك،رائحتك التي تفتح مسامّ رئتي المختنقة بأبخرةِ البشر، فأبتسِمُ تلقائيا
وبِحُنوِّ الأمومةِ يهْمَى دمعي وأنا أُربِّتُ على شعرك وأتلُوعلى مسمعك تهويدة الحياة الخفيّة خلف أكداس هذه الجُدُر المُصمتة !
أرومُ الإمساك بكل لحظة لا أريدُ فقدها بل لا أريدُها تفارقُ حدقة عيني
كالمطرِ يُباغِتُني صوتك؛حتّى قليلُك يبعثُ في نبضيَ الحياة
أتأمَّلُك رؤيا العين؛ تنامُ كهاربٍ مِن وجهِ الخارِطة
،تختبي في عزلتك وحولك هالةٌ مِن دخانٍ رماديّ، يتسللُ طيفي رُغماً عنّي
أَرومُ هدهدتك لتنام طويلاً بعيداً عن كل ما يحيطُك مِن شرور، ولِتُصبحَ على عالمٍ يُشبهُ قلبك !

وهذا الصمتُ المُدقَعِ يُشبهُ موجةً ضخمة أراها تقتربُ مني، ترومُ ابتلاعي ولا أَجسُرُ على مدِّ يدي !
وها أنا ذا؛ أعودُ لأجترَّ نفس الإحساس المُميتِ، المُتجدَّدِ كلّ ليلةٍ
أقعُ في كمينِ التّعامي وعيونُ الّـ ليت مُنسكِبة
لا تعلمُ مدى قساوة تلك اللحظات التي أُغلِقُ فيها الباب، وأتركُ خلفي نظراتك عالقةً بانعكاس وجهي الشاحبِ على سقف غرفتك وعلى تكوُّمِ الدخان المتصاعد مِن زفرات سيجارتك
وأنا لا أنفكُّ في تخليد اللحظةِ والهمسة،
توجُّسٌ قديم يرافقني دوماً حين أُدرِكُ يقين شعوري، فوبيا الفقد تجعلُني في تفكُّرٍ مستمر، كيف السبيلُ للإحتفاظ بأكبرِ قدرٍ مِن المشاهد الحيّة!؟
كيف لي صُنع إكسير الخلود لهذه الرواية التي أحببتُها كما لم أُحِبّ شيئاً كماها؟
فقدتُ الكثير حتى وصولي إليك، تخلَّصتُ من كِلّ ماكان يجذِبُني للأرض،
تَوعّكَتْ علاقتي بأشباهِ الجمادات،إزداد إصراري حول قناعاتي، وازددتُ زُهداً في الرغبات الحياتية ،
وربما أصبحتُ أنانية بشكلٍ ما،ولم أعُد أُشغِلُ تفكيري في قيمةِ الأشياء.

ذاتُ الإستفهامات يانبضي تدور في فلكي،متى نُداوي أنفُسنا مِن عِلّة الإنتظار،
هل خُلقنا لنحترِف شغف الحنينِ
هل خُلقنا لنبقى دوماًفي تلك الحافةِ المزويةِ المنسية ؛ الإنتظارُ ثم الإنتظار ، تلك اللعنةُ التي تستنزِفُنا، وتعتصِرُ رمقَ عيوننا، وتتركنا مُنتشين بفكرة الوصولِ يوماً ما، لتلك اللحظة التي ستتنهَّدُ فيها آلةُ الزمن تاركتاً العنانَ لعقولنا لتهُمَّ بصُنعِ مشهدٍ يخطِفُنا حيثُ تلك المنطقة الخفيَّة المندسَّةِ في أقصى الكون .



نازك
2018/3

 

التوقيع

أُدِيرُ ظَهرِي للعَالمْ وأَشّرَعُ في الكِتَابةْ !

https://twitter.com/nazik_a
https://www.facebook.com/Memory.Traps
https://instagram.com/nazik_art1?igshid=YmMyMTA2M2Y=

نازك غير متصل   رد مع اقتباس