[حمد الدوسري]

وعاشقتي بدمع أَو كمان
يونُّ بنان حَلِيهِمَا ونينا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَعدي أُمُّ ثغر
أهملتـهُ فذكرت الحنينا
ولاَ قمراء لَم يَتْرُك لقاها
لَهـا مِن عشرة إلاَّ سنينا
تَرحلت الصِّبَا وَاشْتَقْتُ ضمَّا
رَأَيْتُ حضورها أصلا فدينا
فَأَقسمت الحمامَةُ وَاستمرت
كَأحبار بِأَيْـدِي مرسلينا
أَيَا بدر فَلاَ تَعتب عَلَيْنَـا
وأعذرنَا نُخبرك اليَقِيْنَــا
بِأَنَّا نوفدُ الصالاتِ صيفـاً
ونكلمهنَّ حجزاً قَد كفينا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا حب عوان
رأيْنَـا المَطر فِيهَا أَنْ سقينا
وثيِّـل مشتل قَدْ حوطوْهُ
بِباق الزرع يكفي المُتعبينا
تَرَكْـت الليل دامعةً عَلَيْـهِ
مودعةً أخلتهَـا ركـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا الكتوف بِذِي ضلوع
إِلَى الصالات نَفدي الموصلينَـا
وَقَدْ حنتْ قصار الزي حنَّـا
وَصبرنا قلادة مَنْ هدينا
مَتَى نَذهب إِلَى صوب ربانا
يَسوقوا فِي اللِّقَاءِ لَنا حنينا
يَكُـوْن حجابها رنديّ عطر
ونقوتها قلادة أربعينا
لبستم محبس الأَعياد منَّـا
فَأَوجسنا الورى أَنْ يحسدونا
قَبلناكم فَقدسنا هواكـمْ
قبيل العصر فردان لقونا
نحب عتابنا وَنَرد عَنْهُـمْ
وَنَستر عَنْهُـمُ مَا خبرونا
نُقارع مَا تَناسى النَّاسُ عنا
ونشربُ بِالكؤوس إِذَا سلينا
بخمْـرٍ مِنْ سقى النقيِّ عنب
توابل أَوْ نبيذ يحتلينَـا
كَأَنَّ خلاخل الأَلماس فِيْهَـا
وُسُـوْقٌ بِالأَساور يعتلينا
نَعد بِهَا كنوز الروم عدا
وَنَلتثم النقاب فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الورد بَعْدَ الورد يرنو
اليك ويترك الماء المعينا
سهرنا الفجر قَدْ طلعت شمس
تنافس خوده حَـتَّى تلينا
وَنَحْنُ إِذَا بنات الحَيِّ طلت
من الأَزهار نَبعد مَنْ يعينا
نَصد نفوسَهُمْ فِي غَيْرِ حب
فَمَـا يَـهذون مَاذَا يَتقونا