اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف الأنصاري
هل انتهى عصر الرومانسية ؟
للجواب على ذلك ..
1 . الرومانسية ليست حكر على أي عصر أو زمان !
- في الماضي :
من المخجل أن نؤمن بأن للرومانسية عصر ! ودائماً ما نستشهد بعصور الشعر الجاهلي أمثال " قيس وليلي " و " جميل وبثينة " و " عنتر وعبلة "
خمنوا ماذا ؟ " قيس وليلى " يقال بأن تلك القصة ليست سوا محض خرافة ، والحقيقة كان في السابق الكثير الحروب بين القبائل وخلافه ما يؤهل عنترة لقول بيته
" ولقد ذكرتك والرماح نواهل .... مني وبيض الهند تقطر من دمي " . ولأكون منصفاً أكثر كل من تغنى بالحب في عصرهم كان عاراً على الزواج من اسم محبوبته في قصائده . كان الأمر لهم مجرد أفيون لقضاء عزلة الصحراء .. ففي مطلع ( قصيدة البردة ) لـ( كعب بن زهير ) رضي الله عنه
" بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ .. مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ " هذا ما يدل أن جرت العادة البدأ بالأطلال في قصائدهم . لكن هذا لا يمنع كونهم يتمتعوا بالرومانسية وبأن هذا حالهم في الصراء والضراء .
- في الحاضر :
أما عن النماذج العصرية للحب والرومانسية .. سأبوح بسر للعالمين شاهدت الكثير من خلال السينما وما تبثه عن الرومانسية ( بغض الطرف ) لأكون صادق من هم أبطال الرومانسية لدي حسناً .. كنت أحسد ( أبي وأمي ) دائماً على قمة التفاهم والإحترام بينهما وهذه هي الرومانسية بالنسبة لي .
2 . لدينا مفهوم محرف عن الرومانسية !
قد تطلب فتاة من حبيبها أو زوجها أن يكون رومانسياً معها دون وعي لمعنى تلك الكلمة وأصلوها . ( دون الغوص عميقا في التوضيح ) .
- الرومانسية كحركة فنية وأدبية :
" الرومانسية " في الأساس ليست كلمة عربية كما يعرف الكثير منكم ، لكن هي نشأت في فرنسا كثورة ضد المعايير الاجتماعية والسياسية وقتها .
لذلك إن تم مقارنتها بواقعنا اليوم الغني بالثورات والحروب وعدم الإستقرار على الكثير من الأصعدة كما ذكرت ( سيرين ) فإنه ردة فعل طبيعية يعوض فيها الإنسان بعض مما فقد ويثري فيه الكثير من القيم المسلوبة ليحقق توازنه الشاعري ويغذي وجدانه المسلوب ، وتكون الرومانسية نافذة يهرب فيها من واقعه المرير .
لذلك ربما يكون الإنسان في مثل هذه الظورف مهتاج العاطفة أكثر من اي وقت آخر وهذا السبب الذي يبرر ظهور العديد من الأحداث والقصص والظواهر الرومانسية في عصرنا هذا .
- الحب والرومانسية والقياس ما بين الواقع والمسرح ( السينما ) :
هناك حاجز بين الرومانسية العذرية والرومانسية الفاحشة ، الرومانسية في السينما فاحشة جوفاء ، فحتى لو كانت رومانسية عذرية تجد المبالغة فيها عقدت مفهومها اليسير ، وهذا ما يجعلها مستحيلة على أرض الواقع ، وهذا ما ينشأ خيال جامحاً يجعلنا نستشهد بها في الأفلام فقط ، وقد قتلنا بساطتها على الواقع وأرقنا مضجع العديد من الزيجات بسبب ذلك .
أخيراً ..
( سيرين ) هذا المقال كغيره من كثير لقلمك النبيل ، فالغوص في عناوين مهمة لحياتنا ولنا لهو ذكاء منك ، فهذا يدل على كمية الوعي والصحوة والثقافة والإطلاع والأدب واتقان النص والأخذ بكل زوايا الأمور ، أن تمسكي العصا من المنتصف هو ما يتطلبه كتابة مقال كهذا لون ، تستحقي عن جدارة الإشراف على هذا القسم ، ودائماً وأبداً ما يسعدني ويشرفني الإطلاع على المقالات والمشاركة فيها ، فجزاك الله خير .
|
ما ابهاه حضور
كان إثراء لابعاد اخرى للنص متوجة بعبق فكر وغيث قلم
سلمت ناقدنا القدير \ الانصاري
ودام وهج حرفك ومرورك الساطع برونق البهاء
دمت فاضلي ودام الارتقاء بك
ود وامتنان
\..