[أحمد الهسي]

ولَكَ أن تتخيل

أن يسيل من حلمك الأمل
وأن تهرب منك لحظات الفرح

وبعمقٍ أشد

أن تذرف الحب ندماً
أو أن تعتذر منكسراً لمن آلمك

وعلى ذلك فَقِسْ

تستيقظ معدوم الفأل
وتحاكم أمسك بيومك المضطرب

رغم هذا

متماسكٌ لدرجةٍ تخفي كل معالمك
نعم لا ألم !
ولكن أيضاً لا أمل

والحنين يزاحمك

يعيد ترتيب شوقك من جديد
يومض في ذاكرتك عشقاً تليد

أنتَ أعلم

بمن شمتوا في ليلة الفراق
ومن رثاك مشفقاً لمَّا رآك

سأروي لك تفصيلة

يوم أهديتني الأقحوان وفرحت به
ذبل قبل أن تلمسه يداي وقبلته منك

وبالمقابل

أضرمت حقول الشوق في قلبي المزهر
ثم قطعت وصالك الذي جاملتني به

ماذا لو

تبدلت الأدوار وشاءت الأقدار
هل ستكون لي ظلاً ظليلاً

ربما غداً

تجدف في بحر الأماني الغارقات
باحثاً عن شاطئ الذكرى التي لاتنطفئ

ولن تجد

روحاً تزف لك الحياة بكل ركن
أو بلسماً يشفي جراحك إذ تئن

ماذا دهاك

أنسيت يوم سقيتني مُرَّ السنين
وأنا الذي مازال يضنيني الحنين

كيف الرجوع

وقلبك الجلمود يسكنه الغياب
وأنا بطبعي لا أحِنُّ إلى العذاب

تَيْدُكَ قلبي إذ أنت ترحم أصحاب القلوب