[د. فريد ابراهيم]

على حافة الهوة السحيقة ..
النجوم تتلألأ في السماء
و كل الفراشات ذهبية ..
لا خوف .. لا حزن .. لا ندم
الهواء الثقيل بنكهته التخديرية ..
يبلد احاسيسي تماما
يطرد كل احلامي الوردية ..
لا زال بإمكاني ان العنها
ولكن لعناتي لن تجدي نفعا
لا زال للأمام يمكنني أن أدفعها
ولكنها للخلف ستدفعني دفعا
هكذا هي الحياة البرية ..
الأسماك الكبيرة تأكل الأصغر حجما
البراغيث الدقيقة تمتص من الأفيال دما
و من ثم تبدأ المسرحية ..
الجميع يتقاتلون على الدور الأكبر
يتقاتلون ولا يفوز الأمهر
فكل الأدوار ضحية ..
اليوم سأمشي على سطح البحر المائي
أجر ايام العمر خلفي كشريط سينيمائي
و أعبر نحو الأبدية ..
أرجوك ان تخرجني من هنا
أعدك أن أصبح مثاليا
يا حارس البوابة العاجية ..
سوف انساب بين يديك كالحرير
سوف اتشبت بذيلك كالطفل الصغير
ولا أريدها نهاية استثنائية ..
قم بعملك فقط ولا تكن وضيعا
اسلبني بريق عينيَّ سريعا
امنحني حق الاولوية ..
إن المخيف الا تجد ما يخيفك
إن المخيف الا تجد ما تخاف عليه
فالخوف لو تدري عادة صحية
وحبيبتي لن تقبلني قبلة الحياة
فقصتي تخلو من الحبكة
تفتقد الخيال و الواقعية
قصة تدور حول الحرمان و الألم و المشقة
حول رجفة البرد في الشفة الزرقاء و اسنانها المصطكة
قصة مأساوية
خطت أول فصولها بالفقد و الحسرة
و توسطها الجنون و الحقد القاتل
فجاءت نهايتها دموية.
تلك كانت طريقتي لأقول وداعا
لم أستطع قولها وجها لوجه
فهكذا يصبح الموت أكثر شاعرية ..

فريد 2009