منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مسودّة _2_
الموضوع: مسودّة _2_
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2010, 06:23 PM   #11
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


_10_

"عندما خاف رجال بيزارو من المسير قدما رسم خطّا على الأرض وقال: هذا الفاصل بين الثروة والجاه والفقر فعلى من يريد الجاه والغنى أن يعبر هذا الخطّ! "



قبل يوم من موعد الرحيل شرب روبرتو مشروبا ساخنا مرّ الطعم لكنّ ذو نكهة أخّاذة شيء يشبه القهوة لم يكن إلا شراب الهنود "الكاكاو" دهش روبرتو فبعد أن ذاق الذرة لأوّل مرّة في حياته هاهو يتناول ثمرة حمراء اللون حلوة الطعم وليّنه لم تكن إلا البندوره أشياء كثيرة تمّ اكتشافها لكنّ تلك الأشياء لم تكن لتحتلّ أيّ جزء من حديث القوم فالإلدورادو كانت حديث الكلّ شاهد الأراضي الخصبة ومباني الهنود والتي استوطن بها البيض وعندما اقترب من أحد المنازل رآى هنديّا يحمل أغراضا لم يكن إلا صاحب البيت الأصليّ ووجد الأبيض ينهره ويوبّخه ! غضّ الطرف لم يكن يحتمل أكثر من ذلك فقد رأى الكثير ونفذ صبره طبعا وبعد أن نام على سرير الأفكار استيقظ وهو يحلم كيف ستكون الإلدورادو وماذا سنشاهد هناك؟ كان الأمر أشبه بغزو الفضاء في الحقيقة كان الاسبان أشجع من رجال الفضاء الأوّلين فقد كانت أمريكا مجهولة والخوض في عمقها أمر مليء بالغموض والأغرب من ذلك أن كلّ شيء كان يسهّل طريقهم عندما قدم الاسبان كان الهنود يعتقدوم باقتراب قدوم المنقذ الأكبر ذو الوجه المضيء أبيض اللون وعندما كان يأتي اسبانيّ إلى قرية ما يبتهلون ويعتقدون أن الاسطورة كانت على حقّ! انّه لأمر غريب افلاطون اعتقد بوجود قارة جديده لكن غارقة ! والهنود اعتقدوا بوجود رجل أبيض يأتي إليهم لينقذهم فقد صدقت نبوؤة كهنتهم ولكن كذب الساحر ولو صدق لم يكونوا أبدا منقذين بل كانوا شياطين مرعبة لم يكن على الاسبان بذل أيّ جهد في أيّ حرب فالأحصنة ومنظرها كان كفيلا بزرع الرعب بالهنود وهربهم ! ولم تكن أسلحتهم إلا ادوات يستعملها أطفال أوروبا في ذلك الزمان ! لم يدري المسلمون عندما فتحوا المغرب أن وراء بحر الظلمات قارة جديدة ولو علموا لكان الأمر مختلفا جدّا ربّما كانوا يعلمون لكنّهم لم يتيقنوا بعد

كانت الرحلة في بدايتها 3 سفن ومئة رجل وبضع بنادق ورجال مسلّحون بالرماح والسيوف تحدّث روبرتو لخوان:
" هل سبق وشاهد أحدهم ماوراء هذا البرزخ؟"
خوان:
" نعم القائد بيتزارو كان قد عبر هذا المكان لكنّه توقّف عند مدينة تدلّ على وجود حضارة كبيرة وعاد ليعدّ العدّة لهم"
روبرتو:
"أيّ عدّة؟!"
خوان:
"لغزوهم"
روبرتو:
"لكن مع بضع رجال هل أنت متأكّد بأنّنا سندخل مدنهم؟"
أجاب رجل كان بالقرب منهم:
" الهنود لايملكون إلا أسلحة مضحكة لكن الغريب أن مدنهم ليست كذلك الجميع كان يتحدّث عن كوزكو مدينتهم"
روبرتو:
" الأرض هنا غريبة نحن نسير لاتشبه اوروبا كثيرا"

تمّت الرحلة البحريّة وعبروا البرّ وبعد مسيرة طويلة وأحداث لم تكن ليسجّلها التاريخ وكانوا في كلّ مرّة يقتربون ينتابهم شيء من الذعر لكنّ الطمع كان أقوى إلى أن وصلوا إلى مدينة تمبيز والتي أوقف بيتزارو كان الأمر مريبا بدأ رجال بيتزارو يستعدّون بدأت البنادق تُحشى بالبارود وبدأ الجنود لسنّ رماحهم كانوا على موعد مع مهاجمة هذه المدينة والتي تشرف على مزارع كثيرة أرجع روبرتو إلى مكان متأخّر لم يكن إلا مرافقا بسيطا ومضى الرجال بعيدا للأمام وبقي روبرتو ومعه القليل بانتظار ماسيحدث , كان بيتزارو قد هاجم تمبيز وقتل ماقتل وأسر ماأسر فكان رجاله يدخلون كلّ بيت يقطّعون الأطراف ليصرخ ضحاياهم وكان الصراخ كفيلا بزرع الرعب في أوجه الهنود وزرع النشوة في أنفسه الاسبان كانت ساحة المدينة مضطربة كان الهنود يقاومون بالحجارة من دون جدوى شيخٌ هرم يتوسّل إلى أحدهم لكنّ الجنديّ يغرس الرمح في صدره! تمّ احراق المساكن وقتل كلّ ماأمكن قتله من الشيوخ والأطفال الذين لم يكونوا ذات قيمة وبعد أن انتهت المعركة الصغيرة أستولى بيتزارو على مؤن المدينة واطّلع على مزارعها والتي وعد جنوده بتوزيعها عليهم وأمر بجمع الهنود وتمّ قطع أذان الهنود التي كان الذهب يزيّنها ! وسوقوا كعبيد كانت تلك هي البداية لم يكن بيتزارو يحتمل الانتظار ولم يكن يعرف شيء يُدعى الدبلوماسيّة كان يريد كلّ شيء وبأسرع وقت فقد وعد الملك شارل بالذهب وهاهو يجمعه بداية من تمبيز ! , وهناك كان روبرتو ينتظر لايعلم مايحدث إلى أن أتى رسول من بيتزارو يأمر بقيّة الرجال بالقدوم أتوا ودخلوا المدينة والتي أصبحت خرابا والموت يخيّم عليها فجع روبرتو المسكين كان منظر النساء اللاتي يملأهنّ الرعب مؤسفا لأبعد حدّ وقف بيتزارو وهو يلاعب أسورة من ذهب وهو يقول :"هذا لاشيء" ! لم يتفهّم روبرتو ذلك الشيء الذي يطمح له ؟ طالما أن هذا لاشيء هل كان ذلك يستحقّ كلّ هذا القتل والدمار؟! نعم بيتزارو فعل ذلك ليملأ الهنود رعبا فبعد أن واصلوا المسير كان منظر الهنود المختبئين بالجبال والشقوق وهم يهربون ويحاولون تبليغ قراهم مألوفا كان الأمر أشبه بدخول بيتٍ مليء بالسكّان لكنّهم مختبؤون الاسبان أحسّوا بهم وكأنّهم لصوصٌ أتوا ليسطوا على البيت والذي اختبأ فيه أهله أحسّوا بأنّهم أسياد هذا العالم ألقوا القبض على أحد الهنود وعذّبوه حتّى يدلّهم على قريته وأبى إلى ان قطّعوا اطرافه ودلّهم على قرية صغيرة وبكلّ بساطة استولوا على المؤن وماعندهم من حيوانات اللامة كيّ يحملوا بها امتعتهم وكلّما ازدادت المؤن وقلّت حيوانات اللامة أخذوا أحد الهنود ليحمل أمتعتهم بالقوّة!

ملأت أخبار قدوم بيتزارو أسماع الهنود المرعوبين وألتفّوا حول ملكهم آتاهوالبا والذي قال لأحد رجاله:
"ماذا يريدون هؤلاء القوم؟"
يجيبه أحد مستشاريه:
" انّهم يبحثون عن الذهب وعندهم حيوانات غريبة يركبون فوق ظهورها وتجري وهي تجاري الرياح سرعة !وحديدٌ يبثّ من فمه الناس الذي يخترق الأفئدة! ليسوا إلا شياطينا لعينة أتت تبحث عن الذهب"

فكّر آتاهوالبا لم يكن يعرف مايصنع كان للتوّ قد استولى على الحكم بعد حروب طويلة وكان يملك جيشا جرّارا قوامه 80000 ألف جنديّ لكنّ البلاد كانت للتوّ قد خرجت من حرب طاحنة ولم يكونوا مستعدّين لحربٍ جديدة مع هؤلاء لكنّ احد رجاله قال:
" لماذا لاندعوهم لياتوا إلينا ونرى مايريدون ويروا مانملك من جيش ويهابونا فيعودوا من حيث أتوا ونعطيهم مايبعدهم عنّا إلى الأبد"
غضب أحدهم وهو يقول:
"وهل نحن بهذا الجبن حتّى نخضع لهم بدون أيّ قتال؟"
أجابه:
"الحكمة تقتضي ذلك لاقبل لنا بمقاتلته "
الملك آتاهوالبا:
" سأدعوهم لياتي إلينا ونرى مايريدون فهم يقتربون منّا الأخبار في غاية السوء وعلينا أن لانُظهر الخوف في قلوبنا نحن لم نحكم البلاد بعد ولاتنسوا ذلك"

كانت المسافات بعيدة والوسيلة الوحيدة لإيصال المعلومات هي بواسطة العدّائين! وبرسائل مشفّرة على خيوطٍ غريبة ! كان الخبر ياتي متأخّرا جدّا وكأنّه الموت الذي يقترب ولاتُعرف ساعته!

كان الاسبان قد اقتربوا كثيرا من كاهاماركا عندها وقف بيتزارو وسأل رجاله وقالوا له بأنّ الامبراطور هناك وأنّه يملك الكثير من الجنود ولاسبيل لقتاله إلا بالحيلة عندها أمر بيتزارو بإحضار أحد الهنود وبعث معه برسالة للامبراطور مفادها ان بيتزارو مستعدّ ليعقد الصلح والوئام مع آتاهوالبا! , دهش روبرتو من الخبر كان يعرف أن الأمور ليست كذلك لكنّه لم يكن ليتخيّل الوضع من قبل كانوا يواجهون الرعيان الصغار أمّا الآن فهو الامبراطور نفسه ودهش من جرأة الغزاة فقد كانوا مستعدّين للغوص في أعماق الخطر من أجل الذهب !

وصل مبعوث بيتزارو وأخبر الامبراطور بماينويه بيزارو

قال آتاهوالبا:
"الماكر يريد أن يعقد صلحا!"
فقال مستشار له:
" انّهم يريدون الذهب والفضّة فقط لم أرى في حياتي أناس كهؤلاء يقتلون بهذه البشاعة ويكذبون من أجل الذهب"
آتاهوالبا:
" سأوافق على قدومه أعدّوا الرجال ولنستقبلهم بحفاوة سيعود أدراجه منهم هؤلاء كيّ يستولون على بلادنا"!

كان الملك ساذجا بهذا القول فهو يقول :من يكونون" وهو يعرف بأنّهم أنفسهم من أطاحوا بامبراطوريّة الآزتيك وزرعوا الرعب في قلوب شعبه وهو حاكمٌ لهم!

خرج بيزارو سعيدا فقد وافق الامبراطور على مقترحه وطلب من رجاله أن يكونوا رابطيّ الجأش وأن ينزعوا الخوف وقال:
" لو كان ثمّة خطرٌ من هؤلاء لما تركونا نتوغّل كلّ هذه الأميال الطويلة دون عناء انّهم أناس لايستطيعون أن يضرّوا ذبابة تطير وتقضي حاجتها في أنوفهم!"

قال روبرتو لأحد الجنود الذي كان يحادثه :
" هل سندخل المدينة كضيوف؟؟"
الجندي:
"نعم"
روبرتو:
"وبعد كلّ ماكان؟"
الجندي:
"ومالمانع من ذلك سبق وفعلنا ذلك لكنّهم لايتعلّمون على الاطلاق"

كان الرعب يملأ الاسبان كذلك لم يكونوا ليعلموا مدى قوّتهم أكثر من قطع كلّ تلك المسافة دون عناء كانوا على موعد للدخول إلى أحد المعسكرات المهيبة وفعلا بعد قدومهم ذهلوا من كثرة الجنود وترتيباتهم أصابهم الرعب أحسّوا بأنّهم ارتكبوا خطأً فظيعا هل سيستقبلهم الرجال بحفاوة؟! عندها راوا من بعيد آتاهوالبا قادما وهو فوق عرشٍ مذهّب! وحوله الجنود كان المنظر مهيبا لماذا لم يكن هذا الامبراطور قادرا على حماية رعاياه وهو يملك مايملك ألهذه الدرجة كان يملك الكثير لدرجة أنّه لايكترث بهم

استقبل آتاهوالبا بيزارو وقام ادمه بتقديم شراب له بكأس من ذهب وعندما شربه بيزارو وكأنّ الشيطان همس في اذنه :"هم ليسوا على شيء من القوّة فدعك منهم" قام بإلقاء الكأس على الأرض! امتلاأ الكلّ رعبا من ذلك الموقف كان بيزارو يثق بقوّته مقابل ضعفهم وكان في كلّ مرّة يحفلون به يسخر منهم ويتحكّم عليهم وكأنّه الملك المنتظر! فقد سبق وأن استقبل كالملاك في عدّة قرى وهذه لن تكون الأخيرة هذا ماكان يدور في باله!

عندها دعوا إلى وليمة ونصب خيامهم وطلب منهم أن يناموا الليلة بهدوء فهم الآن ضيوف !!!!

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس