منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مسودّة _2_
الموضوع: مسودّة _2_
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2010, 05:42 PM   #12
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


_11_

هجع الجميع في خيامهم عدى الملك آتاهوالبا فقد كان يحتفل بانتصاراته وكان يخطّط لما سيقدمه مع الاسبان فهو كان واثق من أنّه في مأمن لكن ماإن دوت عدّة طلقات من بنادق الاسبا إلا وانقضّ هؤلاء كالوحوش يفترسون كلّ شيء لقد حدثت الجلبة ودبّت الفوضى فجأة أصيب الهنود بالرعب كانت البنادق تخترق اجسادهم وتدميها وكانت قلوبهم يخترقها الخوف فلم يعد أحدٌ يفرّق بين الحيّ والميّت وفي خضمّ كلّ ذلك انقضّ أحدهم على آتاهوالبا وجماعته وأُسر وطلب منه بأن يعتنق المسيحيّة وأن يعترف بأنّ المسيحيّة حاكمة العالم ويعترف بسلطة البابا وملك اسبانيا لكن آتاهوالبا استخفّ بذلك وقال:
" كيف لكم أن تحاولوا اقناعي بشيءٍ كهذا أنا لاأعرف أيّ شيء من ذلك فكيف أقرّ به؟"
لم يمهل الاسبان ماتبقّى من الهنود فقد بدأ القتل مرّة أخرى أُلقي النبلاء رفقاء الملك أرضا وداس الاسبان على أجسادهم بعد أن مزّقوا جلودهم بالرماح وقطّعوا رؤوس الهنود وماستعتصى منهم قطعوا له ذراعه وأرجله وبدأوا يعمدون إلى تشويه كلّ شيء لم تسلم الخيام من الحرق ولا الطعام من النثر بدى الهنود مشلولين مسألة وقتٍ فقط تكفي لإبادتهم لم يكن يعيق الاسبان أيّ شيء أوقفوا الاسبان كلّ ذلك فقد تعبوا من القتل والهنود الملقين على الأرض مقطّعين الأطراف لم يستطع أحدٌ منهم أن يقوم بعدها وتظاهر غيرهم بالموت وفرّ آخرون وبقي البقيّة دون حراك والموت يمزّق أحاسيسهم كان آسينخو مثلهم! لم يكن ليحتمل مثل ذلك لكنّ ياللغرابة عندما همّ أحد الهنود بالنهوض انقضّ عليه وركله وأخذ رمحا قريبا وهمّ به إلا أنّه توقّف قليلا ودنى وهو يخنق الهندي وقال له بلغة لم يفهمها ذلك الهندي:
" تظاهر بالموت"!
بالطبع لم يفعل الهندي شيئا كان آسينخو غير مدرك حقيقة أن ذلك الهندي لايفهم عليه لقد سرق باله من هول مارأى كان يريد من ذلك الهندي أن يهرب ولم يرد أن يلتفت أحد الجنود إليه لذلك تظاهر وكأنّه ينقضّ عليه

طبعا أُخذ آتاهوالبا أسيرا ومعه ماتبقّى من حاشيته اقترب بيزارو منه وقال له:
" الآن سأكون حاكما لبلدك ومالكا لكلّ مافيها لم يكن متوقّعا أن أشاهد ملكا بهذا الغباء"
وتنحّى وهو يطلق ضحكة هستيريّة أخذ آتاهوالبا أسيرا من كان يتصوّر ذلك بكلّ هذه السهولة ملك وحاكم كلّ تلك البلدان الآن أسير بعمليّة بسيطة من كان يتصوّر أن مئة من الرجال ويزيدون قليلا قطعوا كلّ تلك المسافة لو قدّر لهم أن يفعلوا ذلك بأوروبا مثلا وقطعوا جبال البيرينيه لن يكونوا ليصلوا لتولوز أو مونوبيليه حتّى ألهذه الدرجة كان العالم الجديد متأخّرا أم أنّ البشر لم يعرفوا القتل بالقدر الكافي ؟!

بعث بيزارو بالرسل إلى أقطار معارضيّ آتاهوالبا بدأ يخطّط المملكة الآن خاضعة له والمتمرّدون قد يكونوا مفيدين فهو مستعدّ بأنّ يساومهم سوف يذهل كلّ معارض آتاهوالبا العظيم بالسجن؟! وعند الاسبان ستحمل هذه الحقيقة أمرين هو أنّه لابدّ من الخضوع لهم ولابدّ من استغلال ذلك برفق وبشكلٍ لايتعارض مع رغبات الاسبان

لم ينم آسينخو تلك الليلة ولم يحتفل معالجنود كان يصلّي خارج الساحة تلك عندها اقترب إليه أحد الجنود وقال:
" لم لاتحتفل معنا ؟"
روبرتو :
" كنت أصلّي فحسب لم أعد أطيق هذه البلاد"!
فوجئ الجندي وقال:
"وكيف ذاك الآن أنت على اعتاب ثروة لاشكّ بأنّها حاصلة"
روبرتو_ولم يكن يستطيع التصريح بكلّ مادار في ذهنه إلا قليلا_ :
"لاأبدا ولكنّي اشتقت فعلا لدياري هؤلاء ليسوا بشر هم حيوانات أليفة كان بالإمكان العيش معهم وكأنّهم دواب"
ضحك الجندي كان كلام روبرتو الرحيم قاسيا وقال:
" أنت محقّ فهؤلاء الوثنيّين أوغاد"
ابتسم روبرتو كان هنالك فارق كبير في نظراتهم أدرك بأنّه لامكان له في هذه الديار ,وبعدها دخل خيمته ووجد خوان وقال له:
"اسمع سأعود حالا "
خوان:
"هل أنت مجنون؟!"
روبرتو:
"الجنون هو أن أبقى هنا"
خوان:
"ومالضير في ذلك؟"
روبرتو:
"بصراحة لاأطيق أن يُفعل كلّ ذلك "
خوان:
"العودة ومانفع العودة أنت تهدم مابنيت"
روبرتو:
"وماذا بنيت غير ذكريات مؤلمة فظيعة لاأكاد أحتملها"

هدّأ خوان من نبرة صاحبه وذهب هو للنوم في حين ذهب روبرتو ومشى بعيدا عن المخيّم بقليل وعندما كان يتأمّل الأرض ونقاء رائحتها كان يشمئزّ كثيرا من رائحة عفن الجثث كان الأمر فظيعا فقد حاول الابتعاد أكثر لكنّه وجد أن الرائحة تزداد بعد كلّ خطوة وكأنّ هنالك مذبحة أخرى حصلت هناك! اقترب أكثر كان يستغرب انبعاث الرائحة أكثر في تلك الزاوية وعندما اقترب وجد هنديّا مُلقى على الأرض وبجانبه هنديٌّ آخر! لقد كان أحدهم ميّتا والآخر كان يزحف ساحبا صاحبه الذي مات قبل أن يصلوا لمكانٍ آمن يختبؤون فيه وكان هنالك رجل ثالث كان هو الآخر جريحا حاول الهندي النهوض ولم يستطع كانت ملامحة مليئة بالرعب والحقد وأحسّ روبرتو بذلك لكنّه وجد الهنديّ الثالث يهدّئ من روعه ويطلب منه الجلوس لم يكن هنالك شيء يستحقّ أكثر من كلّ مامرّ من عناء فهم روبرتو ماحصل واقترب لقد كانوا مجروحين وكان الهنديّ الثالث كبيرا بالسنّ ويبدو كاهنا او رجلا مهمّا في حين كان الشاب الهنديّ جنديّا أمّا الشخص الميّت لم يكن إلا خادم الكاهن نفسه قام روبرتو بتمزيق جزءٍ من ثيابه كي يضمّد ماستطاع من جراح ذلك الشيخ والشاب لم يكن يصدّق مايحدث كان مرتابا وروبرتو كان مستغربا من ذلك إذ أنّه كان يضمّد الجراح ومع ذلك كان الهنديّ الشاب يبعث بنظراته وكأنّه يقول : بأنّك طامعٌ بما يملك؟! , طبعا أنهى روبرتو تضميد جراح ذلك الشيخ وحدّثهم بإسبانيّته التي لم يفهم منها الشيخ إلا بضع كلمات قليلة جدّا!! تعجّب روبرتو وعرف بأنّ هذا الشيخ على قدر من المكانة طبعا طلب منهم روبرتو البقاء كي يعود لاحقا لهم وغادر والريبة تملأ قلوب الهنديين لكنّه عاد أخيرا ومعه شيء من الطعام لقد عجبوا من صنيعه لكنّهم كانوا بحاجة لذلك عندها ترك الشاب يتوكأ عليه وكأنّ الشاب يعرف مكانا قريبا ولكنّ الشاب رفض وقام بحمل ذلك الشيخ! كان الليل موحش وكانت أصوات حيوانات الليل مرعبه خاف روبرتو كثيرا وهو يتبعهم حيث أرداوا لقد جالت في ذهنه عدّة أفكار لكنّه بدى وكأنّه مستعدّ لتسليم نفسه تكفيرا عن ذنوب قومه إلا أنّهم وصلوا لمخبأ ما واستلقى الشيخ والشاب فيه وشكروا روبرتو بطريقتهم فقد عرفوا بأنّ من بين هؤلاء الوحوش وحشا لكن بقلبٍ بشريّ ! عاد روبرتو ونام ماتبقّى من الليل في الواقع كان الليل قد غادرهم تاركا المجال للفجر كيّ يهيّأ الأجواء للصباح استلقى روبرتو ونام بهدوء فهو منذ زمن لم يعش اجواءً انسانيّة كهذه!

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس