منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الحب يهذب السلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2013, 01:17 PM   #2
محمد السالم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد السالم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 961

محمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



(2)

أحسست أن نسمة ليل آذار القادمة من البحر قد تسلقت سلك الهاتف إلى مسمعي.
أو أني قد تصورت ذلك. راحت النسمة تسوق هفهفاتها الباردة في أوصالي.
وأنا غير مبال بها ... آلو .. آلووو .. آلووووو..
إلا إن التظاهر بالامبالاه كان حيلة غير ذات جدوى أمام تلك الموسيقى الخافتة.
سبق لي أن حاولت؛ تعلّم الموسيقى أي موسيقى لا يهم أيًا كان نوعها.
وذلك بعد فشلي في معرفة العزف على آلة العود. ومن بعده الفشل الذريع
في الدق على طبلة المرواس.
خصوصًا بعد أن قال لي أحد المعلمين:أنك لا تملك أذنًا موسيقية.
فأصبح مصير الطبلة:
مجرد وعاء للعملة المعدنية وبعض قصاصات غير ذات أهميه من جرائد أو مجلات
إلا أن هذه الريح الموشاة بالدفء؛ في قالب من البرودة
جعلتني أستعيد ولعي القديم في أن أكون موسيقيا. ربما أني لم أعط
تعلّم الموسيقى الوقت الكافي. وربما أني لم أك مخلصا بما فيه الكفاية
لما تستحق مني من جهد. علاوة على ذلك ربما إن الأستاذ غير أمين معي.
وكل ما أراده أن يصرف نظري عن خوض تلك التجربة
التي لم تتكلل ببصيص من الأمل عوضا عن النجاح.
ماذا تعني؟.
- ليس لديك أذن موسيقية ؟.
أين كانت هذه الأذن الموسيقية وقتما ألّف " بتهوفن" سمفونيتة الخامسة
وهو مصاب بالصمم !.
لا بد أن هنالك خطأ قد وقع. أما أن الأستاذ غير أمين في رأيه.
أو أني لم أك جادا في ما قد قمت به. وماقد سبب الشكّ في ذلك.
ها هي أوصالي تتحوّل إلى جوقة من العازفين المهرة.
لا أعلم هل كنت في أثناء عبثي أبحث عن هذه الريح الآذرية.
أو أنها من كان ينتظر عبثي.
ما قد أيقنت به. إن أوتار شراييني قد أصبحت مشدودة وتعزف بكل انسيابية وانضباط .
تعزف تختنا شرقيا. لم يكن الصدق ذات أهمية لحروفه. فالأهم أن لا يخبوء هذا العزف
غنت الآذرية كثيرا وصفقت نحوها
لم يكن للجدية حضور في ما قد قيل. إلاّ إن مهرة العبث تلاشى خيالها.
ولم يبق إلا صوت حوافرها وهي تدوزن خطواتها جذلا والآذرية تمشط عرفها.
نفض الليل عباءته الأخيرة وأوقد الفجر مصباحه. وطل من الباب الموارب
وأنا لا زلت متماهيا مع نسمات تلك الآذرية وأستنشق رذاذ أكسجينها.
عبثا رددت الباب الموارب لعل النهار يتراجع قليلا. كي تبقى هذه النسمات
تداعب أوتار شراييني. إلا إن إنها قد بدأت في التراجع شيئا فشيئا.
حتى أنكفئت خلف ذلك السلك الموصول بالجدار.
رحت أتفرس في الجدار كأني أتوسله أن ينشق ويخرجها من بين لبناته.
حقيقة لم أتصالح مع شعوري ولم أعرف كنهه بعد.
نهضت ودخلت غرفتي. أغلقت الباب من خلفي واستلقيت على السرير.
رحت أفكر في ما قد مضت به تلك السويعات.
استرجعت الكثير وغاب عني الكثير.
إلا أن الوصلات الموسيقية لا زال صداها تعج به مسامعي.
وتستلطفه مشاعري. شيء لم أعتاده من قبل. حاولت تفسيره في روحي
إلا أني لم أصل إلى معرفته. ربما لحداثة سني لم أستوعب مشاعري.
لم يكن الحديث بيننا ذا شأن ومع ذلك لا زالت روحي تستلذه.
و تتمنى أن يعود من جديد. حتى أني كدت أن اعيد عبثي .
إلا أني لم أفعل . اتجهت إلى النوم الذي قد وجدها فرصة كي
يرمي بعباءته على وجهي فاستسلمت له.


يتبع

 

التوقيع

حسابي في تويتر
http://twitter.com/#!/Alsalem15

محمد السالم غير متصل   رد مع اقتباس