منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الحب يهذب السلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2013, 10:09 PM   #3
محمد السالم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد السالم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 961

محمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعةمحمد السالم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


3

..


مر الشهر الثالث والعاشر؛ السنة الأولى وكلنا لا يكذّب الثاني ولا يصدقه.
كل ما يجمع بيننا سلك مربوطا في جدار. وهذا هو مسرحنا.
وماعدا ذلك حتى الأسماء لا نعرف منها إلا الحروف الأولى
والتقارب في السن.
لم تعد أفلام الأكشن تستهويني ولا سباق السيارات.
و حتى الدوري المحلي .
صارت أثمن ساعات اليوم :
السويعات المتبقية من هزيع الليل الأخير.
ولم أعد أرى في فتوحات البشرية ما يعادل فتح اختراع الهاتف
ولذلك جاهدت بشتى الوسائل كي يكون لي هاتفي الخاص.
كنت مأخوذا بقصص السفر. وأمني النفس بزيارة العديد من الدول
عند أول فرصة تسنح. إلا أن تلك الرغبة تلاشت بصمت.
وراحت سويعات الهزيع الأخير من الليل تمحى شيئا وكتب شيئا آخرا.
قرأت يوما في إحدى القصاصات لأحدهم وهو يقول:
(الحب يهذب السلوك)
ابتسمت وقلت لا بد أنه قد كان طائشا وربطه سلك بجدار.
أطل آذار الثالث بدفئه وسحبه الرصاصية المنخفضة. و ذكرى طيش توارى.
ونحن مازلنا شبحين. مربوطين بسلكين في جدارين.
رغم جهل كلنا بالأخر. كانت المعرفة للأرواح فحسب.
مع أن المحاولات كانت حثيثة لمعرفة الطرف الآخر.
على الأقل من طرفي. ولكن حينما يفشل الواقع يجنح بي الخيال
. لتصوّر هيئتها
هل هي طويلة ؟ ؛ جسيمة ؛ نحيفة ؛ بيضاء ؛ أو إنها مائلة إلى السمرة.
ما لون عينيها هل هي عسلية؟ مثل أغلبية أهل إقليمنا أو إنها شديدة السواد
الكامن في نصاعة البياض. ما وسع محجريها.
وهل شعرها طويلا وحالك السواد مثل أغلب نسائنا
حتى أني رحت في بعض الأحايين أتخيّلها وهي تمشي.
وكيف وقع خطواتها والمسافة بين خطوة وأخرى.
كان تمنعها وشح ما تقوله عن وصفها. الدافع خلف ذلك.
قال لي الظن مرّة لعلها معاقة فلذلك لا تريد أن تفصح لك عن هيئتها.
ولكن صوت خطواتها ولهث أنفاسها وهي على السلم
صاعدة أو هابطة وهي تتحدث إليّ من الهاتف اليدوي المحلي
وصوت صرير الأبواب وهي تفتحها أبعد عني ذلك الظن.
فيقول الظن مرّة أخرى. لعلها قبيحة. وتخشى أن ترى قبحها.
إلا أني قرأت ذات يوم لأحدهم.
( القبيحة هي أسرعهن إلى الخطيئة )
ومع شكي الكبير في نظرية هذا ألأحدهم
وبُعدها عن الموضوعية بل وما تحمله من تعسف وقصر نظر.
إلا إن الظن قد راح يخبوء مع ما قد لوّح به.
ومن ذا الذي يظن أن قبحه قد يمنعه عن الحب!
أو أن يجد من يقبل به. الحق يقال:
ليس هنالك قبح مطلقا ولا جمال مطلقا.
في الواقع لم يعد لهذه الجزئيات أهمية تذكر.
فكل ما يعنيني؛ أن لا يحدث لهذه العلاقة مكروه.
فلذلك لا يهم إلا الاستمرار.
فثلاث من السنين كفيلة أن تجعل من الإنسان ينصاع لما قد اعتاده.
خصوصا إذا ما كان مثل شقي الآخر. يماثلني في أشياء عدة.
حتى في الرغبات. فليس هنالك فوارق في رغباتنا إلا في أيسر النزر.
الناس وكافة الناس لا بد أن يكون هنالك اختلاف بينهم سواء
في الطباع أو الفكر.
بيد إن ميول بعضهم لبعض غالبا ما يحد من وقع هذه الجزئية بينهم.
وكلما كانت الميول كبيرة كلما تلاشت الفوارق.
ونحن قد تجاوزنا الميول إلى أبعد من ذلك.
فكيف لا يكون التواصل حتى من خلف سلك في جدار هو الغاية.
غالبا ما أتعجب مما يسرد بعض الشباب من قصص المغامرات
مع الفتيات. فأقول في نفسي.
ألا يعرف هؤلاء الحب. ألم تداعب بشاشة الحب نبض قلوبهم.
ألا تتراقص قلوبهم. ويزداد نبضها كلما اقتربت ساعة موعد.
أي أرواح يحملون ؟!.
كوّنت لي عالمي الخاص وبيئتي المنفردة مع سلك في جدار
فما يلقيه ذلك السلك؛ هو ما قد أصبح عالمي.
لا أبالغ حين أقول ذلك ولكن لعظم الإحساس به..
حقيقة لم أنعزل عن العالم الخارجي. وشؤون الحياة الأخرى
ولكني كنت أتحين الفرص للرجوع إلى عالمي الافتراضي
كي أخلو بسلكي وجداري؛ فيتوارى العالم الخارجي
بكل مافيه. أو أني من يتوارى.
تمر الأيام والشهور على ما قد اعتدناه.
دون لمس لجوهريات الحياة التي دائما ما تحوم حولها
أحاديث الناس. فلم يفاتح أحدنا الآخر بأي شيء مصيري.
أو أن يتحدث عن رؤيته للمستقبل. وما يرنو إليه.
وماذاك في تصوري. إلا خوفا أن يجرنا الحديث
إلى واقعية الأشياء. التي قد تكون عقبة في طريق .السلك الرابط لروحينا.
كافة المحاولات التي يقوم بها أحدنا للقوص في معين طرفه الثاني ؛
دائما مصيرها الفشل. مع أني لا أكون طرفا في هذا الفشل
فانا من كان الأحرص على نجاحها. ولكن الطرف الثاني.
هو من يفسدها. حيث أنه يريد أن تنجح من طرفه وتفشل من طرفي.
حتى إنّا ؛ رحنا ندخل في مثل اللعبة. فتارة تقول:
إنها رأت شخصا بصفة كذا وهيئة كذا وإحساسها يقول أنه أنا.
وتارة أنا من يقول وهكذا دواليك . ألا أنه مثل ما أسلفت الفشل سيّد الموقف دائما .
قد تبث فينا مرارة الفشل شيئا من الحنق والضيق. ألا أنه سرعان ما يخبؤ .
ونرجع لفضائنا الشبحي وسلك الجدار.
في إحدى ألليالي أشتد النقاش حول كسر جدار الجهل.
وعندما أحسست بالفشل يتسلل عزيمتي مثل ماهو دائما .
أقسمت على مسمع منها أن اقطع هذا السلك إربا إربا .
وأن أمضي إلى حال سبيلي. إن لم تفصح لي عن نفسها.
بالطبع لم تنصاع للتهديد. ولم تحفل به بما يهب لي شيء من أحساس النصر.
مضيت في بر قسمي . فقد فصلت السلك من جداره. بكل عزيمة وجدارة.
قلت لنفسي إن هذا شيء لا يطاق. حتى متى وأنا مربوط بسلك في جدار.
دون معرفة الكامن خلفه.يجب أن ينتهي هذا الأمر الشبيه برياضة شدّ الحبل.
تسللت من باب غرفتي وخزينة أسراري وسلك جدارها صريعا .
تلقفتني خيوط الفجر تغزوا أفقنا ؛ ونحنحات العم " فرحان " .
حاولت أن أرمي بتفكيري بعيدا. وأشغله بأي شيء .
بعيدا عن ما قد كنت فيه قبل دقائق.
الشجرة العجوز القابعة في الركن الشرقي من مساحة البيت.
لم تثمر هذا العام مثل سابقية وهي من شهد على مولدي.
لدي شعور أن أشجارنا تحس بنا حتى لو لم يكن لها لسانا مبينا.
يتراءى ليّ أنها في أيام الأعياد تصبح بنضارة أكثر من الأيام الأخرى.
وأنها تحتفل بصمت بثيابنا الجديدة وبرؤية البسمة على وجوهنا .
أحس أنها تتضايق حينما تكون نفوسنا على المحك لأي شيء كان .
حتى صباحاتنا أحس بأنها تستمد سحنتها من وجوهنا .
حينما تستقبلها باسمة أو عابسة .
لم أتصالح مع نفسي ولا مع الصباح.
أو بالأحرى إن الصباح لم ير مني ما يستحق التصالح معه .
بدت نفسي كئيبة. مثل ما الصباح قد كان محملا بالرطوبة والغبار.
لم يكً لطيف الجانب. بل كانت ريح تعصف بالأشجار . تفر منها الطيور مذعورة .
لم أر في وجه هذا الصباح أي بهجة.
ولم ينتابني شعور الانتصار. على نفسي.كل الأشياء في نظري لم تكً اعتيادية.
وحتى لو أنها لم تكً اعتيادية. يجب أن أكون ذا عزم وصلابة .

يتبع

 

التوقيع

حسابي في تويتر
http://twitter.com/#!/Alsalem15

محمد السالم غير متصل   رد مع اقتباس